«الحرير»... في واقع مرير!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
وعلى المستوى الاجتماعي، فإن الكويت تحتاج إلى ثورة "عصرنة" للمجتمع، كما يحدث في المملكة العربية السعودية الشقيقة، فلا يمكن جذب المستثمرين في وقت يبحث مراقبو وزارة الإعلام في الحفلات العامة عمن يصفّق أو يرقص، بينما يهدر رجال الأمن ساعات ثمينة من عملهم لتفتيش حفل خاص وتحرّي نوعية المشروبات التي يتناولها المدعوون فيه، سواء كانت عادية أو روحية.ولا يمكن لدولة منغلقة ومتزمتة أن تكون معبراً دولياً ومحطة استثمار عالمية، ومن يقُل خلاف ذلك فعليه أن يعطينا مثالاً واحداً لدولة متزمتة ومزدهرة.الرؤى الاقتصادية والاستراتيجية لمشروع الشمال رائعة، لكن الواقع على الأرض مختلف تماماً، ويحتاج إلى حركة تصحيحية وثورة اجتماعية تعيد المجتمع الكويتي المنفتح، وتعيد للشعب ثقته بأن مشروع "الحرير" لكل الكويتيين، ولن تسطو عليه فئة أو تحتكره، وستتمثل فيه العدالة، وسيكون للمنتج والمبدع النصيب الأكبر منه، وليس لقوى الاحتكار والاستحواذ، وقبل ذلك يجب أن تبطش قوى القانون بكل الفاسدين، وتكف أيديهم عن العبث بمقدرات البلد، حتى ينتهي واقعنا المرير بسبب الفساد، وتُهيأ الساحة لاستيعاب ذلك المشروع الوطني الكبير والواعد.