يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اكتسب لقب "الملك بيبي" بعد أن تربع على سدة الحكم فترة طويلة، تهديداً مزدوجاً في انتخابات الكنيست يوم الثلاثاء يتمثل في منافسه القوي رئيس أركان الجيش السابق بيني غانتس، الذي برز كواحد من "صقور الأمن"، واحتمال توجيه اتهامات إليه بالفساد.

وفي حال فوزه، سيكون نتنياهو أول رئيس وزراء يتجاوز فترة مؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون في المنصب لأكثر من 13 عاماً بين 1948 و1963.

Ad

وفي ظل استطلاعات رأي تظهر اقتراب حزبه الليكود اليميني كثيراً من التحالف الوسطي برئاسة غانتس، الذي تمكن من أن يمثل خلال بضعة أسابيع تحدياً جدياً من خلال رسم صورة الرجل القوي، وإن بقي برنامجه السياسي غامضاً، قرر النائب العام أفيخاي مندلبليت توجيه لائحة اتهام بحق نتنياهو تتضمن تلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

لكن نتنياهو أمضى سنوات يقارع خصومه بحنكة وبتولي قيادة اليمين، ويمكن أن يفعل ذلك مرة أخرى. وقام بحملة ممزوجة بخطاب شعبوي مثير للانقسام، ويجهد لتصوير نفسه رجل دولة لا يمكن الاستغناء عنه، مستفيداً من علاقاته مع الزعماء الأجانب، لا سيما الأميركي دونالد ترامب.

ولجأ نتنياهو، الذي رسخ نفسه في أعلى الهرم بقوة حتى بات يطلق عليه لقب "الملك بيبي"، نسبة إلى اسم الدلل عندما كان طفلاً، إلى تكتيكات تشبه تلك التي يستخدمها ترامب، مهاجماً "الأخبار الكاذبة" ووصف التحقيقات في الفساد بأنها "مؤامرة ضده".

قليلون يشككون في قدراته السياسية، وساعده لقبه الآخر "رجل الأمن" إلى حد كبير في تعزيز شعبيته لما لمسألة الأمن من أهمية في ذهن الناخبين.

وسعى نتنياهو إلى التشكيك في مصداقية غانتس، الذي يصفه بأنه "يساري ضعيف" على الرغم من خلفيته العسكرية وحقيقة أن تحالفه يضم أربعة من رؤساء أركان الجيش السابقين.

ونتنياهو ابن أستاذ في التاريخ وسياسي من اليمين، وأمضى فترة من حياته في الولايات المتحدة، حيث تخرج في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ونال شهادة بكالوريوس في الهندسة المعمارية وماجستير في إدارة الأعمال.

وخدم في وحدة النخبة، وأصيب، لكنه تأثر بمقتل شقيقه يوناتان خلال عملية تحرير رهائن إسرائيليين في عنتيبي في أوغندا، ووصفها بأنها "تجربة وطنية مأساوية للغاية".

ورغم نمو الاقتصاد في عهده وتشديده على الأمن، يقول كثيرون، إن سياساته تعمق الانقسام، ويتهمونه باتباع أساليب التخويف، وتأليب الإسرائيليين ضد بعضهم البعض بانتقاده من يخالفونه الرأي.

عندما طرح بيني غانتس، البالغ من العمر 59 عاماً، نفسه في ديسمبر نداً لنتنياهو لم يكن هذا القائد المظلي السابق يمتلك خبرة سياسية.

ولكن سرعان ما أظهرت استطلاعات الرأي أن تحالفه، الذي اعتمد اللونين "الأزرق والأبيض"، يمثل تهديداً جدياً للرجل الذي شغل منصب رئيس الوزراء أربع مرات، مع بروزه كواحد من "الصقور الأمنيين" مع اتخاذه موقفاً وسطياً من القضايا الاجتماعية مثل الدين والدولة.

وقدم غانتس نفسه كشخص يمكنه معالجة الانقسامات في المجتمع، والتي يتهم نتنياهو بمفاقمتها. وتعهد بتحسين الخدمات العامة وعدم التساهل مطلقاً مع الفساد.

وتسير حملة غانتس بدقة عسكرية بهدف وضعه في قلب الإجماع الإسرائيلي، عبر تبني ما وصفه أحد المعارضين بأنه "سوق كبير" للسياسات، بهدف الحصول على أصوات من ائتلاف نتنياهو اليميني دون خسارة ناخبي الوسط.

وبعد ارتقائه بالرتب، تولى قيادة وحدة "شالداغ" للعمليات الخاصة بالقوات الجوية، وفي عام 1994 عاد إلى الجيش لقيادة لواء ثم فرقة في الضفة الغربية المحتلة.