«جبل السلسلة» في أسوان... مخزن أسرار الفراعنة
أحدث الاكتشافات ميناء أثري لنقل الأحجار وورشة لبناء التماثيل الضخمة
توالت الاكتشافات الأثرية المهمة في منطقة "جبل السلسلة" بمدينة أسوان (جنوب مصر) بما يثبت أن هذه المنطقة بمنزلة مخزن كبير لأسرار الفراعنة، فخلال فبراير الماضي اكتُشفت ورشة لبناء التماثيل الضخمة، وقبل أيام (الأربعاء 27 مارس) تم العثور على ميناء أثري لنقل الأحجار التي استخدمها القدماء المصريون في بناء حضارتهم المعمارية.
نجحت البعثة الأثرية العاملة في منطقة "جبل السلسلة"، التابعة لمنطقة آثار كوم أمبو في محافظة أسوان (جنوب مصر)، في الكشف عن الميناء الرئيس الذي كان يستخدمه المصريون القدماء لنقل الأحجار من منطقة محاجر جبل السلسلة عبر نهر النيل لبناء المعابد والمسلات.وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، في بيان له، إن هذا الميناء يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل بامتداد نحو مئة متر، ويبعد عن المحجر الكبير في المنطقة رقم 34 نحو مئتي متر، لافتاً إلى أن هذا الميناء كان مطموراً بالرديم وطمي النيل والحشائش، وبعدما قامت البعثة بإزالتها وتنظيفها ظهرت العديد من العلامات والنقوش وأماكن ربط المراكب والقوارب؛ تمهيداً لتحميل الأحجار عليها.في السياق، قال المدير العام لآثار أسوان والنوبة عبدالمنعم سعيد، إن منطقة محاجر جبل السلسلة تعد من أكبر وأهم المحاجر المستخدمة لقطع الحجر الرملي في مصر وربما بالعالم، مشيراً إلى أن هذه المحاجر بدأ استخدامها على نطاق واسع منذ بدايات عصر الأسرة 18، واستمر استخدامها حتى العصور الحديثة، وتم قطع أحجار معظم المعابد من تلك المحاجر مثل معابد الكرنك، والأقصر، وهابو، ومعبد كوم أمبو، وإدفو، وإسنا، ودندرة.
أبوالهول الجنوبي
فرعي
وفي 27 فبراير الماضي، وبالمنطقة ذاتها في أسوان، اكتشفت البعثة الأثرية المصرية السويدية المشتركة، العاملة في "جبل السلسلة" برئاسة ماريا نيلسون، ورشة من عصر الدولة الحديثة لصناعة العناصر المعمارية مثل الأعمدة والتماثيل والمقاصير، والتماثيل الضخمة.ومن بين العناصر المعمارية المكتشفة في الورشة، تمثال ضخم يعرف باسم "الكريوسفينكس"، وهو تمثال برأس كبش بدلاً من رأس إنسان وجسم أسد، يبلغ طوله نحو خمسة أمتار، وارتفاعه 3.5 أمتار، وعرضه 1.5 متر، ووصف هذا التمثال بأنه "أبوالهول الجنوبي"، نظراً للتشابه الكبير بينه وبين تمثال أبوالهول الشهير في منطقة أهرامات الجيزة، وهو أيضاً مصمم بأسلوب مماثل لتمثال الكريوسفينكس الموجود في الجنوب من معبد خونسو في الكرنك، ويعود إلى عهد الملك أمنحتب الثالث. مقابر ومعابد وتماثيل ومقصورات ملكية
تعود منطقة "جبل السلسة"، إلى ما قبل 7000 عام، وتميزت بالاكتشافات الأثرية على مر تاريخها، حيث بدأت بعثة أثرية مصرية سويدية مشتركة، أعمال حفائر لاكتشاف آثار المنطقة منذ عام 2012، وتوصلت إلى العديد من الاكتشافات، نستعرض أهمها في النقاط التالية:• مقبرة ترجع للأسرة الـ 18
في بداية العام الجاري، أعلنت وزارة الآثار المصرية اكتشاف البعثة الأثرية السويدية لمقبرة ترجع إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة، تقع على عمق خمسة أمتار، وهي غير مزخرفة وتتكون من حجرة للدفن وحجرتين جانبيتين، وبداخلها ثلاثة توابيت مصنوعة من الحجر الجيري؛ اثنان منها لرضيع والأخرى لطفل صغير، كما تم الكشف عن مجموعة من الجعارين والتمائم.• 12 مقبرة ترجع لعصر الدولة الحديثة
في 11 يناير 2017، أعلنت وزارة الآثار المصرية اكتشاف 12 مقبرة أثرية في منطقة جبل السلسلة، يرجع تاريخها إلى عصر الدولة الحديثة، وخاصة الملكين تحتمس الثالث وأمنحتب الثاني، وتم الكشف داخل بعضها عن أجزاء من توابيت حجرية وفخارية، وعدد من التمائم والجعارين، والأحجار المنقوشة، من بينها أحجار "التلاتات" التي كانت تستخدم قطعاً لأسقف المقابر والمعابد وصناعة التماثيل.• 6 تماثيل منحوتة في الصخر
في أواخر عام 2015، تم الكشف عن 6 تماثيل منحوتة في الصخر داخل المقصورتين رقم 30 و31، حيث أعلنت وزارة الآثار وقتذاك، أن التماثيل تعود إلى عصر الدولة الحديثة، عثر على اثنين منها في نهاية المقصورة رقم 30، وهي تمثل صاحب المقصورة وزوجته جالسين على مقعد، والتماثيل الأربعة الأخرى عثر عليها في نهاية المقصورة رقم 31، وهي عبارة عن تمثال لصاحب المقصورة المشرف على الأراضي الأجنبية "نفرخوي"، وزوجته "رويرستي" وابنته وابنه.• أساسات وبقايا معبد
أعلنت وزارة الآثار اكتشاف أساسات وبقايا معبد في "جبل السلسلة"، يرجع تاريخها إلى 1500 عام قبل الميلاد في عصر الدولة الحديثة.• معبد حور محب ومقصورات ملكية
تضم منطقة "جبل السلسة" معبد حور محب، ومقصورات لملوك وأمراء الدولة الحديثة، كما تحتوي على 104 محاجر، وخمسة آلاف نقش صخري وغرافيتي، ولوحات مصل أمنحتب الرابع، كما تحتوي على لوحات عليها نقوش مختلفة باللغات الهيروغليفية، والديموطيقية، والهيراطيقية، واليونانية، والقبطية، والعربية.
مصطفى وزيري: الميناء يقع على ضفاف النيل وكان مطموراً بالطمي والحشائش