كالعادة، لم يفرق "القصف العشوائي"، الذي يمارسه بعض رموز التيار المتشدد تجاه المؤسسات المختلفة، بين المواقف الشخصية والتوجهات المؤسسية، وخلط بين حابل الرأي ونابل العمل المؤسسي الناجح.

وأفرز نفس التوحد والانغلاق على الصوت الواحد والرأي الواحد والفكر الواحد، أصوات نشاز، تحاكم أصحاب الآراء على النوايا، وتصادر الحريات، وتنتهك الدستور، الذي كفل حرية الرأي والتعبير، لتطلق هذه الأصوات سهامها المسمومة على "لوياك"، تلك المؤسسة الثقافية الناجحة، صاحبة الباع الكبير في خدمة المجتمع، والتي حصلت على جوائز تقديرية محليا ودوليا.

Ad

ولعل التكريم الأكبر لـ"لوياك"، تقديرا لدورها المميز في مجال تنمية الشباب في دول الخليج، هو منحها وسام الامتياز من الدرجة الأولى من سمو أمير البلاد.

تلك المؤسسة، التي احتضنت مختلف مكونات المجتمع بكل مشاربها ومذاهبها وتوجهاتها وآرائها وتنوعها الفكري، ودورها في تدريب الشباب "طلبة وموظفين" لإعداد كوادر وطنية قادرة على مواجهة التحديات، أصبحت بين عشية وضحاها في قفص الاتهام بحجة مخالفة القيم.

وتجد هذه الأصوات، التي تهاجم "لوياك" حاليا، كـ"النعام" تجاه "تنظيمات أخرى"، تغلق أبوابها في وجه كل من يخالف توجهاتها.

وأجمع عدد من النواب على أن الحملة المنظمة لضرب "لوياك" ومؤسستها فارعة السقاف معروف من وراءها، وهدفهم معروف أيضا، وهو قمع الحريات، وكل من يعارض توجهاتهم.

وقال النائب خالد الشطي، لـ"الجريدة"، إن التيار المتأسلم الانتهازي المتستر بالدين والإسلام لا يؤمن ببناء الدولة، ولا يتفهم المدنية ولا يعي الحرية ولا يفهم الديمقراطية، إنهم خارج حدود المنطق والعقل والتاريخ، لذلك تجدهم يهاجمون بعشوائية كل من يخالفهم الرأي ويتلذذون في قمع حريات الآخرين.

الجماعات المتطرفة

وأضاف الشطي: "يجب على كل المجتمعات أن تحذر هذه الجماعات المتطرفة سيئة السمعة والتاريخ، حيث إنهم عنيفون في أفكارهم في البداية، وعندما يتمكنون من المجتمع يمارسون العنف الجسدي والتصفيات السياسية والإرهاب القذر".

وتابع: "لا أتجنى عليهم بذلك، فمنذ الزمن القريب شاهدوا الجماعات التي حكمت بعض البلدان قسرا وعنفا، كالقاعدة وجبهة النصرة وداعش وأخواتهم، فلديهم ذات الأفكار والتوجهات المتسترة بالدين، ويعلم الله ما في قلوبهم وهم ألد الخصام، فقد عاثوا فسادا وظلما وقتلا ونهبا، فهم يحملون ذات الذهنية الفكرية لهذه الجماعات التي دائما تواجه الحرية وتهاجم الديمقراطية".

الهجمة المنظمة

بدوره، استغرب النائب راكان النصف الهجمة المنظمة ضد "لوياك" ومؤسستها فارعة السقاف، وبدلا من تكريم المؤسسة على ما تقدمه من خدمات وطنية في خدمة المجتمع تتم محاربتها، بسبب رأي شخصي أدلت به السقاف.

وقال النصف، لـ"الجريدة"، إن "الدستور الكويتي كفل حرية الرأي والتعبير، ولن نسمح بأي حال أن تتم مصادرة هذا الحق"، مستنكرا الهجوم الأعمى من التيار المتشدد، ومحاربتهم الجهات الناجحة، مثل "لوياك"، التي تساهم في تدريب الشباب، وحصلت على دروع تكريم رفيعة محليا ودوليا.

وحذر الحكومة من أي رضوخ لتلك الأصوات، مطالبا بدعم "لوياك" للاستمرار في تقديم رسالتها الهادفة في تثقيف المجتمع وإعداد كوادر وطنية مدربة، قادرة على مواجهة التحديات.

من جهته، ذكر النائب أحمد الفضل، لـ"الجريدة"، "نحن مع حرية الرأي، وأن يفعل الشخص ما يريده دون الاساءة للآخرين، وندافع عن الناس في لبس النقاب أو ما يلبسونه فهم أحرار في دولة حريات، ولا يجوز قصف التيار الديني ومهاجمته للأشخاص بسبب آراء".

وفي تصريح لها، أكدت النائبة صفاء الهاشم ‏أن الحملة "المتأسلمة" الشعواء، وتحت شعار الدين، لضرب لوياك ومؤسستها الفاضلة فارعة السقاف معروف من وراءها والمغزى منها.

الديوان الأميري

‏وأضافت الهاشم: "نقول للأخت فارعة استمري، فقد نجحت في شغل فراغ شبابنا وبناتنا في عمل مجتمعي رائع أفادهم وأفاد مجتمعهم، وإدارة لوياك لحديقة الشهيد خير ما فعل الديوان الأميري".

واستطردت: ‏"كل الدعم والمساندة لفريق لوياك، فهي قصة نجاح وإنجاز بعيدا عن الإرهاب الفكري الديني الذي غرر بشبابنا ورماه إلى متاهات داعش والقاعدة، وقتلوا في حروب لا دخل لهم فيها"، مؤكدة أن "المصيبة أن هؤلاء المتاجرين باسم الدين محافظين على عيالهم وطرشوهم لأفضل الجامعات الأميركية، ويبون يدمرون عيال الأوادم".

ووجهت حديثها لمن اسمته بـ "الزميل العبوس"، قائلة: "بدل ما انت شاد حيلك على لوياك وعيالنا وأنشطتهم الهادفة، تعال وشد حيلك معانا للضغط على الحكومة في تعيين مهندسي البترول والصناعية، وساعدنا في حل مشكلة بطالتهم"، مضيفة: "‏لا تدوس على طرف لوياك... علشان لا أسبب لك صداع مزمن".