ماي تواصل استمالة المعارضة البريطانية ومخاوف من أزمة أوروبية دائمة
الإرهاب يتصدّر أجندة مباحثات وزراء داخلية دول G7 في باريس
في ظل تحذيرات من الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير من إلحاق أضرار دائمة للاتحاد الأوروبي، ضاعفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من مساعيها لاستمالة حزب العمال المعارض إلى صفها في محاولة أخيرة لتفادي حدوث "بريكست" من دون اتفاق في 12 أبريل.ومع نفاد الخيارات، غيّرت ماي استراتيجيتها ودعت زعيم حزب العمال جيريمي كوربن لعقد مباحثات للمرة الثانية بحثاً عن أصوات تمكّنها من تمرير اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي من خلال البرلمان في محاولة رابعة.وحذّر المتحدث باسم الحكومة من "خطورة" الموقف، غداة إقرار مجلس العموم مساء أمس الأول، بغالبية صوت واحد فقط، اقتراح قانون يرغم ماي على إيجاد طريقة لتأجيل الموعد النهائي لـ "بريكست" إلى ما بعد 12 أبريل.
واقتراح القانون لمنع خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، الذي أقر بغالبية 313 صوتا مقابل 312 لا يزال بحاجة إلى إقراره في مجلس اللوردات الذي ناقشه أمس.وسارعت الحكومة إلى إبداء "خيبة أملها" إزاء هذا التصويت. وقال ناطق باسمها "نشعر بخيبة أمل، لأنّ النواب اختاروا تأييد اقتراح القانون هذا". وأكد أنه "سبق أن حددت رئيسة الوزراء عملية واضحة يمكننا من خلالها مغادرة الاتحاد الأوروبي باتفاق، وقد سبق لنا أن التزمنا السعي إلى تمديد إضافي".وأجرت الحكومة و"حزب العمال" المعارض مفاوضات جديدة أمس، غداة "المحادثات البنّاءة" التي أجرتها ماي مع كوربن في محاولة للتوصل لتسوية بشأن "بريكست" تجنب البلاد الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق. ورفض البرلمان البريطاني 3 مرات الاتفاق الذي توصلت إليه مع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الأخرى، وبدأت بروكسل تبدي نفاد صبرها مع اقتراب استحقاق بريكست من دون أن يكون هناك اتفاق في الأفق.من ناحيته، قال كوربن (69 عاما)، إن رئيسة الوزراء لم تتحرك بما يكفي خلال محادثات هدفت لكسر جمود الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأوضح أنه "لم يكن هناك تغيير كبير مثلما كنت أتوقع، كان الاجتماع مفيدا، لكنه لم يكن حاسما".إلى ذلك، ذكرت صحيفة "صن" أن ماي ربما تطلب تأجيلا لخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي لمدة 9 أشهر خلال قمة الاتحاد الأوروبي المقررة الأسبوع المقبل.وخلال زيارته لبلغاريا قال رئيس ألمانيا أمس: "يجب أن نرى الآن الطريقة التي يود البريطانيون اتباعها كي لا ينشأ من ذلك أزمة دائمة جديدة للاتحاد الأوروبي"، مؤكدا أنه من المهم "ألا نحجب أنفسنا على المدى الطويل في المشروعات الأوروبية التي هي أمامنا الآن". ومع موافقة البرلمان الأوروبي على قانون يعفي البريطانيين من تأشيرات الدخول إلى دول التكتل حتى في حال تنفيذ "بريكست" من الاتحاد من دون اتفاق، تصدرت قضية مكافحة الإرهاب أجندة مباحثات وزارء داخلية مجموعة القوى الغربية السبع G7 واليابان، خلال اجتماعهم الذي يستمر يومين في باريس.على صعيد آخر، بدأت وزارة الدفاع البريطانية تحقيقًا بعد ظهور فيلم فيديو يصور أربعة جنود من كتيبة المظليين البريطانيين في كابول وهم يطلقون النار على صورة لزعيم المعارضة جيريمي كوربن. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في بيان "إن هذا التصرف غير مقبول على الإطلاق"، مؤكدا فتح تحقيق في الحادث.