في أحدث مؤشر على تعثر عمل آلية القناة المالية التي أنشأتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لمواصلة التجارة مع إيران، هاجم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الدول الأوروبية التي بقيت بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة الأحادي منه، معتبرا أن "الاتحاد الأوروبي" عاجز عن الالتفاف على العقوبات التي فرضتها واشنطن على بلاده منذ مايو الماضي.

وقال ظريف في مقابلة مع الموقع الرسمي للمرشد الأعلى علي خامنئي، أمس، إن "الأوروبيين كانوا يعتبرون في البداية خطة العمل الشاملة المشتركة إنجازا، لكنهم ربما لم يكونوا مستعدين، وحتما هم لم يكونوا قادرين على الوقوف في وجه العقوبات الأميركية".

Ad

وأضاف: "سنواصل الضغط على الأوروبيين، لتنفيذ التزاماتهم. يجب على أوروبا أن تدرك أنها لا تستطيع التملص من مسؤوليتها ببعض البيانات والخطط غير المكتملة".

وشدد الوزير على أنه بدلا من الاتجاه إلى الدول الغربية، فقد اتجهت بلاده إلى شركائها التقليديين، وفي مقدمهم روسيا والصين، وتابع: "مستقبل سياستنا الخارجية يسير في هذا الاتجاه".

وجاء ذلك بعد يوم من رد ظريف على انتقاد بريطانيا وفرنسا وألمانيا لبلاده بشأن زيادة نشاط برنامجها للصواريخ الباليستية، قائلا إن الدول الثلاث تحاول فقط استرضاء الرئيس الأميركي ترامب.

في سياق قريب، قالت مصادر إن كوريا الجنوبية، أحد أكبر مشتري النفط الإيراني في آسيا، بدأت اختبار النفط الأميركي الخفيف جداً، كبديل للخام الإيراني، مع ترقبها قرار واشنطن بشأن تمديد إعفاءاتها لـ8 دول من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية في مايو المقبل.

إلى ذلك، أفادت تقارير بأن السُّلطات البريطانية صرَّحت باسم إيران، بوصفها المتهم الرئيسي في الهجمات السيبرانية التي وقعت في ديسمبر الماضي، على البنية التحتية البريطانية، حيث تمت سرقة كثير من المعلومات الأساسية من المؤسسات الوطنية والحكومية خلال الهجمات.

وأظهرت دراسة تحليل الهجمات التي قام بها خبراء في الأمن السيبراني بكاليفورنيا، أن مجموعة مرتبطة بـ"الحرس الثوري" الإيراني هي التي قامت بالهجوم، وكذلك بهجوم عام 2017 على الشبكة البرلمانية البريطانية.

على صعيد آخر، تعرض قائد "مقر كربلاء"، التابع لـ"الحرس الثوري"، العميد أحمد خادم سيد الشهداء، أمس، لمحاولة اغتيال خلال عمليات الإغاثة للمناطق المنكوبة بالسيول في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران.

وجاء ذلك بعد صدامات بين قوات الحرس وأهالي غاضبين بإقليم الأهواز، التابع لخوزستان، لرفضهم مغادرة منازلهم ومزارعهم، بعدما قرر الحرس تحويل مسار مياه السيول التي تضرب البلاد إلى مناطقهم، خشية تضرر منشآت النفط في هور العظيم.