خامنئي يشكل خلية أزمة لمواجهة تداعيات الفيضانات بدون روحاني
تعويضات من «الحرس» و«الإرشاد»... وتحريض على الغرب
وسط خلافات واتهامات متبادلة بين الحكومة الإيرانية و«الحرس الثوري» حول سبل مواجهة آثار السيول التي تضرب البلاد منذ 20 مارس الماضي، أعلن مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي تشكيل لجنة أزمة لإغاثة متضرري الفيضانات، حملت مفاجأة للجميع، إذ كانت بحضور إسحاق جهانغيري، نائب رئيس الجمهورية حسن روحاني، الذي غُيب عن المشهد بعد توجيهه انتقادات حادة لـ «الحرس».ودُعي معظم مسؤولي الإغاثة والإمداد في البلاد إلى الاجتماع، الذي عقد مساء الثلاثاء الماضي، وقدم جميعهم تقارير عن الأوضاع إلى المرشد بشكل مباشر.وأكد مصدر مطلع أن مكتب المرشد لم يدعُ روحاني لحضور الاجتماع، ولا أنصاره مثل محمد باقر نوبخت، المدير العام لمؤسسة الميزانية والتخطيط المسؤولة عن رصد ميزانيات التعويضات التي تقدم لأكثر من مئة ألف شخص.
وحسب المصدر، فإن جهانغيري أجرى اتصالات مع مكتب المرشد، وأقنعه بضرورة حضور نوبخت؛ نظراً لأن المنظمة، التي يرأسها يجب أن تتحمل مسؤولية تعويض المتضررين، فتم قبول حضوره في آخر لحظة. وفي السياق، أكد مصدر في مكتب المرشد، لـ «الجريدة»، أن خامنئي مازال عاتباً على روحاني بسبب «تنصله من تحمل المسؤولية تجاه الأضرار التي سببتها مياه السيول التي اجتاحت البلاد، واستغلاله الأزمة لأغراض سياسية بدلاً من الاهتمام بأمر الشعب»، مبيناً أن عتاب المرشد زاد بعدما وجه الرئيس انتقادات شديدة لـ «الحرس»، الذي حاول فتح طرق لتصريف المياه باتجاه البحر عبر تفجير ممرات اشتملت على قضبان سكك حديدية.وكشف المصدر أن خامنئي طلب من «الحرس» والأجهزة التابعة لمكتبه القيام بمهمة الإغاثة وتعويض المتضررين من جانب مؤسسات تابعة لهم، مع التنبيه على المتضررين بأن الأميركيين والغرب تآمروا ضدهم، وأغلقوا حسابات «الهلال الأحمر» الإيراني الدولية كي لا تصل إليهم أي مساعدات، إلى جانب التركيز على تفنيد الدعاية التي تتحدث عن سيطرة الولي الفقيه على مؤسسات وأموال طائلة؛ بأنه يستخدم تلك الأموال في تخفيف معاناة الناس خلال الكوارث، ولسد حاجتهم.وأشار إلى أن روحاني غاضب جداً من تحركات نائبه ووزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، لدرجة أنه بدأ مشاورات مع رئيس البرلمان علي لاريجاني، الذي يعتبر وزير الداخلية من أنصاره، كي يقوم بعزله.وأضاف المصدر أن الرئيس مستاء من تحركات رئيس «الهلال الأحمر» علي أصغر بيوندي، بسبب ضعفه في فتح قنوات اتصال مع منظمات الإغاثة الدولية لتجاوز العقوبات الأميركية، وإصراره على أن منظمته غير سياسية، ولن تدخل في قنوات غير رسمية لتلقي المساعدات الأجنبية، الأمر الذي عرقل حصول طهران على المساعدات الدولية، رغم أن بعض الدول، وخاصة الأوروبية، عرضت تقديم مساعدات إنسانية لإغاثة ضحايا السيول.وأوضح أن روحاني طلب إلى رئيس مكتبه دراسة موضوع عزل رئيس «الهلال الأحمر» واستبداله بشخص آخر يكون أكثر تعاوناً مع الحكومة.