قبل 10 أيام من انطلاق مؤتمر «الحوار الوطني»، برعاية الأمم المتحدة، دخلت المواجهة في ليبيا نفقاً مظلماً، مع إعلان قوات الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، سيطرتها على مدينة غريان، على بعد نحو 100 كلم شرق العاصمة طرابلس، وإصدار رئيس حكومة الوفاق، المدعوم أممياً فايز السراج، أوامر لسلاح الجو باستعمال القوة للتصدي لأي تهديد.

وغداة إطلاقها لتحرير المنطقة الغربية، بما فيها العاصمة، «من الإرهاب والميليشيات المتصارعة»، دخلت قوات حفتر من الجهة المقابلة أيضاً مدينة صرمان، على بعد 60 كم غرب طرابلس قادمة من مدينة صبراتة.

Ad

وقبل المؤتمر الصحافي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وجه حفتر رسالة صوتية إلى القوات المرابطة في تخوم طرابلس على جميع المحاور، قال فيها: «اليوم نستجيب لنداء أهلنا في عاصمتنا الغالية، كما وعدناهم، ونزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين، الذين طغوا في البلاد، اليوم يرتفع صوتنا يدوي صداه في كل سماء، لبيك طرابلس لبيك».

وأضاف: «أيها الأبطال، لا ترفعوا السلاح إلا في وجه من ظلم نفسه منهم، وآثر المواجهة والقتال، ولا تطلقوا النار إلا على من حمل السلاح، أما من ألقاه فهو آمن، ومن لزم بيته فهو آمن، ومن رفع الراية البيضاء فهو آمن».

في المقابل، أعلنت فصائل مؤيدة لحكومة الوفاق استعدادها لوقف تقدم قوات حفتر، قبل أن تعلن القيادة الوسطى لحماية طرابلس، المتمركزة في مدينة مصراتة، تحريك كتيبتين لدعم السراج، وأعلن النفير العام لجميع القوات العسكرية والأمنية من الجيش والشرطة والأجهزة التابعة. وتزامن تحرك قوات حفتر، وبيان حكومة السراج، مع وصول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يقوم بجولة في المنطقة، بهدف تجنب مواجهة بين الفرقاء الليبيين، إلى طرابلس.

وحذر غوتيريش، أمس، من خطر اندلاع معارك ضارية، قائلاً عبر «تويتر»: «أشعر بقلق عميق من التحركات العسكرية»، وأضاف: «لا يوجد حل عسكري. وحده الحوار بين الليبيين يمكن أن يحل المشاكل. أدعو للهدوء وضبط النفس، في حين أستعد للاجتماع مع القادة الليبيين في البلاد».