بلقيس وملك العود أحمد فتحي يعانقان قلوب الجمهور طرباً
ليلة استثنائية بين الأصالة والمعاصرة احتضنها المسرح الوطني بمركز جابر
في ليلة لا تنسى، للرائعين المبدعين الفنانة بلقيس ووالدها ملك العود الموسيقار والمغني اليمني القدير أحمد فتحي، تنوعت فيها ألوان الغناء، ما بين جيلين، جيل الأصالة، والجيل المعاصر، واستحضار رائع لعبق الماضي الجميل من خلال فتحي، والأغنية الحديثة عبر الفنانة بلقيس صاحبة الإحساس المرهف.
احتضن المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ضمن موسمه «جسور ثقافية»، ليلة بلقيس وأحمد فتحي، بمصاحبة الفرقة الموسيقية، بقيادة المايسترو المتألق دائما وليد فايد، الخميس الماضي، وسط حضور رائع للجمهور الكويتي المتذوق للفنون الموسيقية، وكان نجما ثالثا مع المطربين، في الزخرف الإيقاعي، وترديد كلمات الأغاني.واستهل ملك العود الفنان اليمني القدير أحمد فتحي الأمسية، حيث قوبل بوابل من التصفيق بمجرد دخوله المسرح، بادئا بإحدى روائعه الغنائية«حبيبي تعال»، كلمات محمود الحاج، واللحن من التراث اليمني، ومن كلماتها: «بلحن اشتياق وهمس السواقي/ طيور الأماني تغني غنانا/ حبيبي وفني وعزفي ولحني/ تذوب الأغاني عليك افتتانا/ حبيبي تعال حبيبي تعال».
لينتقل بعدها إلى ثلاث أغاني «ليلتين» كلمات إبراهيم صادق، و«حرامي» كلمات مهدي رسام، و«صنعانية» كلمات د. عبدالعزيز المقالح، وجميعها من ألحان أحمد فتحي.ليتبعها بأغنية «يا بوزيد»، كلمات القمندان واللحن من التراث اليمني، ثم «سيرة شجن» كلمات د. عبدالعزيز المقالح وألحان أحمد فتحي، وأخيرا«أبشرك يا سالم»، ألحان أحمد فتحي، ويقول عنها إنها أغنية جديدة نصها قديم عثر عليه في الإنترنت، مليء بالحكم، إذ يقول مطلعها: «أبشرك يا سالم الحال سالم/ بفضل ربي والنوايا سليمة/ العمر فسحة والليالي غنايم/ والعافية يا سالم أكبر غنيمة».
الفقرة الثانية
وبعد استراحة مدتها 20 دقيقة، جاء موعد الفقرة الثانية مع الفنانة بلقيس، التي استحقت بالفعل حرارة الاستقبال من قبل جمهورها، وبدأت وصلتها بأغنيتها الشهيرة «مجنون أحب غيرك»، كلمات وألحان عبدالله السالم، لتتبعها بالعمل الرائع للمطرب البحريني الكبير خالد الشيخ «شويخ من أرض مكناس»، كلمات أبوالحسن الششتري وألحان الشيخ.وسحرت بلقيس بأدائها الإبداعي الحضور لأغنيتها الرائعة «يكفي»، كلمات يوسف سليمان وألحان يحيى الكعكي، وهي من أعمال ألبومها «أراهنكم»، لتحافظ على تفاعل الجمهور مع أغنيتها الشهيرة «زارعين العنب»، كلمات وألحان حسين الحضار.وعادت إلى أعمال ألبومها «أراهنكم» مرة أخرى، لتغني «حقير الشوق»، كلمات فهد جمال، وألحان فايز السعيد، وأعقبتها بأغنية الفنان القطري الكبير علي عبدالستار «المعنى يقول»، كلمات القمندان وألحان فيصل علوي.وبرهنت بلقيس مجددا على قدراتها الصوتية الرهيبة، في الغناء الأوبرالي مع واحدة من روائع الأعمال الغنائية المعروفة «O Sole Mio»، التي تغنى بها كبار المغنين، منهم لوتشيانو بافاروتي، وهي كلمات جيوفاني كابورو وألحان إدواردو دي كابوا وألفريدو مازوتشي.ومن فن صوت، غنت «يا هلي» للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وكلمات وليد جعفر وألحان عبدالحميد السيد، وعلقت قبل شروعها في الغناء، أن جدها من والدتها كان من بحارة عدن، حيث كانت في سبعينيات القرن الماضي تجارة اللؤلؤ البحرية بين عدن والكويت، ودخل فن الصوت على عدن بشكل كبير، وجدها قبل فترة طويلة من وفاته متذوق للصوت ورقصته، فنهلت حب هذا الفن منه. وبعد ذلك أدت «شوف لي حل بجمالك» كلمات محمد الجبوري وألحان علي صابر، ثم اختتمت بأغنية «قصتكم شنو» كلمات سعد المسلم وألحان فهد الناصر، وقالت: «إنها واحدة من أهم الأغنيات التي قدمتها خلال مسيرتي المتواضعة، التي تبلغ 8 سنوات».وأضافت ان «الأغنية تصلح لكل وقت، حالة كتبت من أجل الاحتفال بالعيد الوطني الكويتي، وصناعها موجودون بيننا في الحفل، أشكر الشاعر سعد المسلم والملحن فهد الناصر والموزع الموسيقي ربيع صيداوي، وسنيار التي أنتجت العمل». ولفتت إلى أن «الكاتب سعد المسلم قبل دخولي المسرح أضاف كوبليها جميلا للأغنية، ودعته لكتابة الكوبليه، فاقترب المسلم من المسرح وأخذ ورقة وقلما وكتبه أمام الجمهور، تقول الإضافة الجديدة: «ما عمره وعد/ وأخلف الوعد/ أصلا الفزعة هواية عندهم/ الكويتي زِلم/ امجرّب شهم/ اطلب كويتي يجونك كلهم».الغناء الثنائي
وجمعت الفقرة الثالثة الأخيرة من الحفل بلقيس ووالدها في الغناء الثنائي، وعند عودة والدها الفنان أحمد فتحي إلى خشبة المسرح، قالت له بصوتٍ عالٍ، «لا عاش ولا كان اللي يغلط عليك»، ثم قبلت يده ورأسه. وقبل الولوج إلى أول أعمال الغناء الثنائي، قال فتحي: «لقاء بين المعاصرة الجميلة والأصالة العريقة»، ثم قال عن أغنية «يا هزلي» كلمات مطهر الأرياني واللحن تراث يمني، أن هزلي اسم طائر شديد الجمال يتواجد في صنعاء لكنه انقرض، وفي هذا العمل الشاعر يبوح بما عنده من فرح بلقاء حبيبته للطائر هزلي».بعدها احتضن فتحي عوده عازفا عليه صولو جميل ثم دخل في الأغنية التي بدأتها بلقيس باحساسها المرهف مرددة «يا هزلي يا هزلي» فبادلها الجمهور تحية التقدير بالتصفيق، يقول مطلع الأغنية: «يا هزلي يا هزلي/ قد لقيت اليوم خلي/ بدر في وقت التجلي/ يا هزلي.../ حالي اللفتة معطر/ كل ما في الكون يسحر/ من حلاه والشعر الأشقر».ثم غنيا «بعيد»، كلمات محمود الحاج وألحان أحمد فتحي، ليختتما مع رائعتي الأعمال «ظبي اليمن» و«إن يحرمونا» وهما من كلمات د. عبدالعزيز المقالح وألحان أحمد فتحي، وقد تفاعل معهما الجمهور تصفيقا وغناء.الكويتيون متذوقون للفن
قبل استهلال فقرتها الغنائية، قالت الفنانة بلقيس: «لي عظيم الشرف والامتنان تلبية دعوة الديوان الأميري ومركز جابر الثقافي في الكويت، لاستضافتها لنا على هذا المسرح، وإتاحة الفرصة للجمع بين جيلين، جيل الفنان القدير ملك العود أحمد فتحي، وجيل الفنانة بلقيس».وتابعت: «قلتها سابقا وأعيدها، الجمهور الكويتي استثنائي في تذوق الغناء والاستماع بنهم وتركيز لكل عربة وحلية وكل جواب وقرار، لي الشرف بالوقوف أمام هذا الجمهور المهيب، في هذا الصرح العظيم».وقال الفنان القدير أحمد فتحي في ختام الحفل: «في منتهى الحميمية والجدية، شكرا لكم جميعا، ودائما بلقيس متقدمة، وأنا فخور بها».