رياضة المعاق الذهني واستكمال النهوض بعد رقاد

رياضة المعاق الذهني تعتبر عالماً شديد الأهمية لذوي الإعاقة الذهنية، وأمامها صعوبات كثيرة تحتاج التعاون من أجل الأبناء الذين ينتظرون منا دفع مسيرتهم الرياضية للتميز.

فرياضة ذوي الإعاقة الذهنية في الكويت مرت بمراحل ضعف وحرمان ثم إيقاف كامل، ثم تحرك إيجابي بدأ مؤخراً بتحقيق جزء كبير من الطموحات ووضع العلاجات اللازمة أمام بعض التحديات:

التحدي الأول: وهو إشهار نادٍ لهذه الفئة، وقد تحقق وتحمل مسؤوليته مجلس إدارة بمواجهة نقص بالأماكن والأراضي والموارد المالية وغيرها.

التحدي الثاني: وتحقق أيضاً وهو عودة الكويت للأولمبياد الخاص، وله الآن مدير وطني ومجلس إدارة، ويحتاج وقتاً لتنظيمه والتغلب على صعوباته، وهو نشاط مساند ومكمل لنشاط النادي، "وإن كان كيانا مختلفا يعمل بقوانين خارجية والنادي كيان آخر يعمل بالقوانين الكويتية الداخلية".

إن القراءة العادلة تقول إنه خلال سنة أعيدت الكويت للأولمبياد الخاص، وأُشهر ناد، ووُفرت أماكن مؤقتة ومعدات ومدربون وحضور بطولة إقليمية وبطولة عالمية وأنشطة محلية وانتشال رياضة هذه الفئة في الكويت من وضع شبه الإلغاء إلى نقلة سريعة، ومن المؤكد أن وراءها جهود مضنية وهي: سواء بإدارة ناد في مجتمع ليس لديه خبرة سابقة، أو بإدارة تنظيم رياضي دولي له شروطه وقوانينه وبرامجه الكثيرة وسط مجتمع لا يملك إلا معلومات قليلة عنه، وإن النهوض بالمؤسستين تتكفل بها مجلسا إدارتهما ومنتسبيهما وهم الجمهور الداخلي.

التحدي الثالث: وهو المطلب الرئيس الذي يحتاج الآن التعاون بشأنه وهو مساندة الجمهور الخارجي والمجتمع بشكل عام والإعلام بشكل خاص لتوفير الأراضي الكافية لبناء منشآت رياضية متطورة، الأمر المكلف ماديا بسبب المستوى الفكري والجسدي لهذه الفئة المحتاجة لتخصصات طبية واختصاصيين وأعداد كثيرة من المدربين والمساهمة الجماعية سواء بالأموال أو التطوع أو الحديث المتواصل أو الدعاء أو النصح الطيب، أو بالكف عن نشر الإحباطات والمواقف السلبية وأثرها السيئ في إيقاف أي مسيرة التطور، وإشهار نادٍ دون ملاعب وصالات مبنية على أحدث الأنظمة لن يفيد الأبناء كاملا.

فتجربة هذه الفئة مع الرياضة تعثرت عندما كانت تتبع نادي المعاقين مدة طويلة، وأحد أسبابها عدم تواصل الجمهور الخارجي مع النادي، فلم يشارك المقتدر على توفير منشآت لتوسعة النادي، ولم يتوصل المجتمع لدعمهم بنشر أهدافهم وبرامجهم (بغض النظر عن المتسبب)، فهو قصور وعي مجتمعي، فالغالبية لم تكن تعرف نظام النادي، وتعتقد أنه للمعاق الذهني، مما ترتب عليه عدم السعي لنادٍ آخر، والنتيجة كانت تدريباً غير كافٍ وشطباً من الأولمبياد الخاص.

ومن المؤكد أن ما بُني صحيحا سيستمر ولن يتعثر، وفي الكويت يوجد من أهل الخير من له القدرة على المساعدة في بناء صالات ومنشآت إذا توافرت الأراضي لبناء نادٍ متكامل (أو أكثر) عن طريق توجيه الجمهور الخارجي أو دفعه للمتابعة ووضعه بصورة مستمرة عن الأوضاع الرياضية العالمية والعربية والخليجية والمحلية، والتواصل والبحث والنقاش على أوسع نطاق، وتوسعة المدارك بالمعلومات التي تقربه من الصورة، وأبسطها على سبيل المثال عرض النظام الأساسي لنادي الطموح الذي نشر بالجريدة الرسمية ليدخل الموضوع وجدان الجميع، ويعيش الموضوع يوميا في ضمائرهم، ليتذكروا وليشعروا بالمسؤولية، ومن جانبي عملت على نسخه من جريدة "الكويت اليوم" الرسمية بعد نشره رسميا، وتوزيعه قدر المستطاع لتعريف الجمهور الخارجي ومساعدته بصفتي ولي أمر وأحد الحالمين بنادٍ متطور وكبير. كما يتطلب الأمر تواصل الجمهور الخارجي والإعلام مع مؤسسي نادي الطموح وهم مجموعة مواطنين أفاضل أقرب للقضية واحتياجاتها، فكل تواصل ينتج عنه تواصل آخر لنشر كثير من المعلومات حتى نصل إلى القادر على المساهمة بأي شكل من الأشكال، سواء حث الدولة على تخصيص أراضٍ أو للمساهمة في بناء منشآته، وتواصلت أيضا كولي أمر مع هيئة الرياضة لنشر أسماء المؤسسين إذا تم إعلانه رسميا بالجريدة الرسمية، فاتضح أن الهيئة وقتها لم تستكمل إجراءاتها بخصوصه مع الجهات الرسمية بالدولة، وعندما ينشر رسميا بالجريدة الرسمية سأساعد في نشره أيضاً.

الأمل الآن أن تخصص الدولة أراضي كافية لهذا النادي، وإن وجود حماس لبعض المتبرعين (بعد النجاحات التي تحققت) لبناء منشآت للنادي لن يستمر بعدم وجود أراض، وستظل هذه الفئة من المواطنين تتدرب في أماكن مختلفة وغير جاذبة لمرافقة الأهل، وغير متساوية مع بقية المواطنين الذين خصصت لهم الدولة أندية وأراضي كافية، وهو وضع غير عادل.

وان كان للأهالي دور فيجب أن يكون في تخصيص أراض والبعد عن الإحباطات للارتقاء والتميز برياضة أبنائهم، وكل نجاح سيكون باسم الكويت ولمصلحة المجتمع كافة. والله الموفق.