في زيارة، هي الأولى له منذ توليه منصبه وتستغرق يومين، بدأ رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي أمس زيارة رسمية لإيران في مستهل جولة تشمل السعودية والكويت وتركيا، مصطحبا معه وفدا كبيرا يضم وزراء النفط والكهرباء والتجارة والموارد المائية والخارجية والمالية ومستشار الأمن الوطني ورجال أعمال ونواباً بالبرلمان.

وقال رئيس الوزراء، في مؤتمر مشترك عقب مباحثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران، إن "العراق يقف ضد أي تهديد من أي بلد ضد إيران"، مضيفاً أنه "في اجتماعاتنا المشتركة ذكرنا أن هناك تهديدات في شمال وغرب وجنوب العراق قد تستخدم من الأراضي العراقية ضد الجمهورية الإسلامية، ونحن نقف ضد أي تهديد من أي بلد ضد إيران".

Ad

استعجال إيراني

من جانبه، لفت روحاني إلى أن الجانبين بحثا القضايا الإقليمية، إذ لديهما وجهات نظر مشتركة في الكثير من القضايا، مؤكداً أن "القدس ستبقى عاصمة دائمة لفلسطين، وأن الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، وأنه يجب أن تنتهي الحرب في اليمن فوراً، وأن الحل الوحيد في اليمن هو الحل سياسي".

واستعجل روحاني تنفيذ الاتفاق والمشاريع التي أبرمت في بغداد، مشيراً إلى زيارته للعاصمة العراقية في مارس الماضي.

وأضاف أن "العلاقات التجارية بين البلدين جيدة جداً، ولدينا برامج لايصال التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار"، لافتا إلى أن الجانبين اتفقا على بناء مدن صناعية على الحدود.

ودعا إلى توسيع تجارة الغاز والكهرباء وربما النفط بين إيران والعراق، والتعاون من أجل تنفيذ خطة ربط خطوط السكك الحديدية بالبلدين، معرباً عن أمله أن يبدأ العمل في غضون الشهور القليلة المقبلة في بناء خط السكك الحديدية.

ويتضمن برنامج زيارة عبدالمهدي لقاء المرشد الأعلى علي خامنئي وعقد المنتدى الاقتصادي العراقي ـ الإيراني، ومناقشة أزمة السيول التي تضرب أغلب المحافظات الإيرانية، وتسببت في إغلاق معبر الشايب الحدودي بين البلدين أمس.

مبادرة تقريب

في هذه الأثناء، كشف مصدر سياسي عراقي لـ «روسيا اليوم» مقرب من رئيس الحكومة، أن عبدالمهدي سيطرح خلال زيارته الحالية لطهران مبادرة لتقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية التي سيزورها قريباً.

سيول جديدة

إلى ذلك، أمرت السلطات الإيرانية بإخلاء 6 بلدات على ضفاف نهر كرخة في محافظة خوزستان، جنوب غرب، أمس، بعدما أثار هطول مزيد من الأمطار المخاوف من فيضانات جديدة.

وقال محافظ خوزستان غلام رضا شرعت: "يجب إخلاء البلدات في أقرب وقت ممكن"؛ لتفادي خطر السيول الجديدة، وأضاف أن الوضع يبدو خطيراً، "وندعو إلى إجلاء جميع النساء والأطفال إلى الملاجئ"، مطالباً الشباب بالبقاء من "أجل المساعدة".

في السياق، أكد رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، قبيل توجهه إلى قطر، أنه سيبحث مع الدول الصديقة ملف المساعدات للمناطق المتضررة من الفيضانات في البلاد و"منع الولايات المتحدة لدخول المساعدات الإنسانية الدولية" بسبب العقوبات الأحادية التي تفرضها واشنطن على طهران بعد قرار الأولى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

وكانت باريس أعلنت تضامنها مع طهران وإرسالها 12 طناً من المساعدات الإنسانية لإغاثة المنكوبين من جراء السيول.

توجه وتهديد

من جهة أخرى، أفادت مصادر عالمية بأن الولايات المتحدة ستدرج قريباً "الحرس الثوري" الإيراني في قائمة التنظيمات الإرهابية.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أمس الأول، أن الرئيس دونالد ترامب يستعد لإعلان إدراج الحرس الإيراني في قائمة الإرهاب الأميركية.

وكتبت وكالة "رويترز"، نقلاً عن 3 دبلوماسيين أميركيين، أن هذه هي المرة الأولى التي ستدرج فيها واشنطن قوة عسكرية تابعة لدولة أخرى في قائمة الإرهاب.

وأضاف هؤلاء المسؤولون أنه من المتوقع أن تعلن وزارة الخارجية الأميركية القرار غداً الاثنين.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، قال، في وقت سابق، إن إدراج الحرس في قائمة الإرهاب سيكون له "رد قاسٍ".

وأكد قائد "الحرس الثوري"، محمد علي جعفري، أن بلاده ستعتبر "الجيش الأميركي بمثابة قوات داعش، في حال صنفت واشنطن الحرس تنظيماً إرهابياً"، في وقت قال العضو البارز في البرلمان حشمت الله فلاحت بيشه، أمس، إن إيران قد تدرج الجيش الأميركي على قائمتها للإرهاب إذا أدرجت واشنطن "الحرس الثوري" على قائمتها.