على وقع الهجوم الذي شنّه وزير الاقتصاد منصور بطيش على حاكم مصرف لبنان (البنك المركزي) رياض سلامة، مع ما سيكون لهذه الخطوة من تداعيات على الوضعين الاقتصادي والمالي في البلاد، انتقل الاختلاف في وجهات النظر على بعض الخطوط العريضة لخطة الكهرباء من اللجنة الوزارية إلى مجلس الوزراء، الذي سيعقد جلسة استثنائية غداً دون أن تتوضح الصورة النهائية لما يمكن أن تفرزه مواقف الأطراف. فبعد خمس جلسات للجنة الكهرباء خرج المجتمعون بنتيجة تختصر بكلمة "لا نتيجة"، وردّت الكرة إلى ملعب مجلس الوزراء في ضوء استمرار الخلاف على نقطتي إدارة المناقصات والهيئة الناظمة.
إلى ذلك، بقيت الأنظار شاخصة إلى الهجمة التي قادها الوزير بطيش ضد سلامة. ولم تنته عملية البحث في خلفياتها والمفاعيل المترتبة عنها، علماً أنها بقيت محصورة بمواقف بطيش دون غيره من زملائه الوزراء ومسؤولي التيار الوطني الحر. وتساءلت مصادر متابعة إزاء ما تردد عن أن رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل لم يكن راضياً عن مواقف بطيش وأنه وجه له انتقادات على ما أقدم عليه، خصوصاً أنه أحرجه عندما أكد في مؤتمره الصحافي أنه يتحدث من موقعه الحكومي كوزير للاقتصاد ومن موقعه الحزبي المنتمي إلى تكتل لبنان القوي في الحكومة دون تردد. كل ذلك جرى على وقع معلومات ترددت بأن باسيل طلب إلى جميع مسؤولي التيار عدم المشاركة في هذه الحملة، بعدما تلقى بصدره التداعيات السلبية التي خلفتها من أكثر من موقع، وخصوصاً من أطراف التسوية السياسية، وهو ما أبقى على الاستقرار المالي في الساعات، التي أعقبت مواقف بطيش، خصوصاً أنها لم تلق أي رد فعل لدى حاكمية مصرف لبنان.
العائلة الحاكمة
في سياق منفصل، أثار كلام عضو تكتّل "الجمهورية القويّة" النائب زياد حواط خلال مقابلة له، أمس الأول، ردود فعل عنيفة من جانب "التيار الوطني الحر". وهاجم حواط "التيار" بعنف قائلاً: "لا نريد إنقاذ العهد بل إنقاذ لبنان، واليوم نرى المزيد من الفساد والوقاحة والفجور وعائلة مالكة تحكم البلد". هذا الكلام استدعى رداً سريعاً من عضو تكتّل "لبنان القوي" النائب سيمون أبي رميا، الذي توجّه الى حواط بالقول: "لقد قدّمت أوراق اعتمادك بنجاح إلى حزبك الجديد فكفى مزايدات شعبويّة ضد العهد". وأضاف: "خلص القوات صدّقوا أنك صرت قوات، فلا حاجة إلى المزيد من التملّق. جمهورنا يريد وحدة والتفافاً حول العهد ورئيسه وليس المزيد من التشرذم والمماحكات السياسية". كما قال عضو تكتل "لبنان القوي" النائب إدغار معلوف: "العائلة المالكة وصلت بمحبة وأصوات مواطنين لبنانيين أصيلين وباستحقاقات دستورية... شدو حالكن شوي بركي الشعب المرة الجايّ بوصلكن". أما عضو تكتل "لبنان القوي" النائب جورج عطالله فقال: "الهيئة خايف على حدا بيخصك حتى عم تحكي لأن بعهد العيلة المالكة وحدها عم ينقطع راس الفساد وعم يتوقف أعلى الموظفين ومنطمّنك ما في أي خطوط حمر مهما جرّبت تعلّي صوتك... وعقبال الخايفين يا حبايب".