هجوم حفتر على طرابلس مغامرة متهورة أم مناورة محسوبة؟

قواته تغلغلت في العاصمة... والسراج يلجأ إلى القصف الجوي

نشر في 07-04-2019
آخر تحديث 07-04-2019 | 00:11
آليات تابعة لقوات مصراتة المؤيدة للحكومة في وادي الربيع جنوب طرابلس أمس الأول (رويترز)
آليات تابعة لقوات مصراتة المؤيدة للحكومة في وادي الربيع جنوب طرابلس أمس الأول (رويترز)
مع إصرار الأمم المتحدة على عقد المؤتمر الوطني لوضع خريطة طريق جديدة لإخراج ليبيا من الفوضى، أخذ المشير المثير للجدل خليفة حفتر خصومه والمجتمع الدولي على حين غرة، عبر شنه هجوماً ضد طرابلس، واضعاً علامة استفهام كبرى بشأن إمكانية سيطرته على العاصمة، وهل تأتي هذه الخطوة مناورة محسوبة أو مجرد مغامرة متهورة؟

ووسط تضارب التصريحات بين طرفي النزاع حول السيطرة على مطار طرابلس، لجأ رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً فايز السراج إلى استخدام سلاح الجو لوقف توغل قوات حفتر، المكللة بنجاحاتها العسكرية في شرق ليبيا وجنوبها والتي تقول إنها تسيطر على الجزء الأكبر من ليبيا.

وبعد تقديم مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة صورة قاتمة عن الوضعين الميداني والسياسي لمجلس الأمن، وإبلاغه أن حفتر لا ينوي وقف هجومه الرامي إلى السيطرة على طرابلس، قرر سلامة أمس المضي قدماً في إطلاق المؤتمر الوطني بين 14 و16 أبريل لإنجاح العملية السياسية دون اللجوء إلى التصعيد.

اقرأ أيضا

ولليوم الثاني على التوالي، أعربت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى (G7) عن قلقها العميق إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا، محذرة أي فصيل من استغلال المنشآت النفطية لتحقيق مكاسب سياسية.

وشدد وزراء خارجية: ألمانيا هيكو ماس، وإيطاليا إنزو ميلانيزي، وفرنسا جان إيف لودريان أمس، على أن مجموعة السبع لا يمكن أن تقبل أي تصعيد عسكري إضافي، لذا اتفقت على ضرورة الضغط على المسؤولين عن التوتر، وفي مقدمتهم حفتر، معتبرين أن عليه الاستماع إلى تحذيرات المجتمع الدولي ووقف الزحف نحو طرابلس، وإلا فسيرى المجتمع الدولي ما يمكن عمله.

وخلافاً للمتوقع، أجرى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اتصالاً هاتفياً مع حفتر، وأكد له مجدداً موقف موسكو الداعم لإيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا.

وطغت تطورات الملف الليبي على الجزء الأكبر من مباحثات وزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظيره المصري سامح شكري، وبعده الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي دعا إلى تحرك عاجل وتكاتف الجهود الدولية لوقف تدهور الأوضاع وتقويض انتشار التنظيمات المتطرفة، مؤكداً دعمه لإعادة بناء المؤسسات الوطنية الليبية وتوحيد مؤسستها العسكرية.

ومع تحذيره من التدخل الخارجي ودعوته كل القوى السياسية إلى التوصل لاتفاق، انتقد لافروف إصرار المبعوث الأممي على عقد المؤتمر الوطني، آملاً أن «يقرر الليبيون مستقبلهم بأنفسهم وبدء حوار شامل من دون أي نوع من المواعيد المصطنعة التي يحاول البعض أن يفرضها عليهم من الخارج، ومن دون دفعهم للإسراع رغما عنهم».

بدوره، أكد شكري، خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره الروسي، أن مصر عززت الحل السياسي كوسيلة لحل الأزمة والتوصل إلى توافق ليبي، ولكن الوضع هناك «غير مستقر، وبات منفذاً للإرهاب والميليشيات ويشكل تهديداً واضحاً للجميع»، لافتاً إلى دعوة القاهرة لتوحيد المؤسسة العسكرية وإجراء انتخابات تشريعية.

back to top