عبدالمهدي للإيرانيين: العراق لن يدخل في محاور
• باقري ينشد تأمين ديالى لفتح الطريق باتجاه سورية
• اتفاقية لتطوير حقلين نفطيين حدوديين
رد عبدالمهدي على دعوة المرشد الإيراني علي خامنئي لبغداد بالحذر من مساعدات السعودية، والعمل على تسريع إخراج القوات الأميركية، بتأكيد رفض العراق الدخول في سياسة المحاور.
اختتم رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، أمس، زيارته لطهران التي بدأها أمس الأول، ضمن جولة إقليمية تشمل عدة دول من بينها السعودية وتركيا والكويت، بتأكيد رفض الانجرار إلى سياسة المحاور، بعد دعوة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بغداد إلى تسريع إخراج القوات الأميركية، والحذر من المساعدات الاقتصادية التي أعلنتها الرياض للعراق.وأكد عبدالمهدي، في بيان أمس، السعي إلى وضع العراق في مكانه المناسب في العالم العربي والإسلامي.وأشار إلى أنه تم بحث ملفات مهمة مع إيران بينها شط العرب المهمل طوال 4 عقود.
وقال عبدالمهدي على هامش لقائه مع النائب الأول للرئيس الإيراني إسحق جهانغيري في طهران: «إن غياب العراق ليس فيه مصلحة الأشقاء والجيران والأصدقاء، ونؤمن بأن المشتركات بين دول المنطقة أقوى وأبقى من الخلافات، وهذا هو موقفنا الصريح والواضح».وأكد أن «العلاقات العراقية - الإيرانية تحقق تقدما رغم الصعوبات، وتتجدد بعزم أكبر من خلال العمل الدؤوب في بحث الملفات المهمة، ومنها ملف شط العرب الذي كان مهملا طوال أربعة عقود، ونتعاون الآن لتنظيفه وجلب منافع كبيرة للبلدين من خلاله»، مجدداً «موقف العراق بالانفتاح على جميع دول الجوار من أجل بناء منطقة مستقرة ومتعاونة، ورفض سياسة المحاور والاعتداء على أي دولة».وشدد عبدالمهدي «على موقف العراق بأنه ليس ضمن منظومة العقوبات على إيران».من جانبه، قال جاهنغيري إن «إيران وقفت مع العراق في حربه ضد الإرهاب، وتقف معه اليوم في البناء والإعمار»، معربا عن «ارتياح طهران وسعادتها لأخذ العراق مكانته الكبيرة التي يستحقها في المنطقة والعالم». وشدد «على دعم الجمهورية الإسلامية لتوجهات الحكومة العراقية».
لا محاور
وفي وقت سابق، التقى رئيس الوزراء العراقي المرشد الأعلى الإيراني، حيث أكد الأول عزم العراق على تطوير العلاقات مع إيران المجاورة بجميع المجالات، في حين اعتبر خامنئي أن بغداد اليوم تمثّل مركز ثقل إقليمي كبير لمصلحة شعوب ودول المنطقة.وقال مكتب عبدالمهدي في بيان إن «رئيس مجلس الوزراء التقى في طهران المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، الذي استقبله بمكتبه في العاصمة طهران».وشدد على «نهج الحكومة العراقية القائم على تقوية المشتركات وتعزيز فرص التعاون مع جميع دول الجوار، وعدم الدخول بمحور على حساب أي دولة، ورفض سياسة المحاور، والرغبة بإقامة علاقات تخدم جميع شعوب المنطقة»، لافتا إلى «جولة قريبة تشمل دول المنطقة والجوار العربي لتعزيز هذا النهج».من جانبه، أكد خامنئي أن العلاقات بين البلدين تاريخية وعميقة، معربا عن ثقته بالحكومة العراقية في «تحقيق المزيد من النجاح وتلبية تطلعات الشعب العراقي بجميع مكوناته».خامنئي والسعودية
وانتهز المرشد الإيراني زيارة عبدالمهدي الذي أفادت تقارير بأنه يحمل مبادرة للتهدئة بين الرياض وطهران، وهاجم التقارب السعودي - العراقي.وقال خامنئي إن «التقارب السعودي العراقي لا يعكس حقيقة موقف الرياض». كما حث خامنئي، عبدالمهدي على اتخاذ تدابير سريعة لإخراج القوات الأميركية من العراق.وتابع: «يجب التأكد من أن الأميركيين سيسحبون قواتهم من العراق بأسرع ما يمكن، لأن طردهم يصبح صعباً عندما يستمر وجودهم العسكري طويلا في أي بلد».وبينما أكد الرئيس العراقي برهم صالح، الأسبوع الماضي، عدم وجود معارضة حقيقية لوجود القوات الأميركية، اتهم خامنئي واشنطن بأنها «لا ترغب بالحكومة والبرلمان والمجموعة السياسية الحالية بالعراق، وتخطط لإخراجهم من مضمار السياسة».وترى طهران أن الوجود العسكري الأميركي عند عتباتها في العراق يشكل تهديدا من شأنه أن يقوض نفوذها على بغداد.طريق سورية
على صعيد قريب، قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، إن الجانب العراقي أكد سيطرته على الوجود الأميركي العسكري، مشدداً على ضرورة توفير الأمن في ديالى لفتح معبر خسروي أمام الزوار من العراق وأمام الزوار من إيران باتجاه سورية. وأضاف أن رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي طمأن طهران بأن الوجود العسكري الأميركي محصور في مهمة تدريب الكوادر العراقية وتحت إشراف بغداد.اتفاقات اقتصادية
من جانب آخر، دعا وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني رضا رحماني، أمس، إلى ضرورة تنفيذ الاتفاقيات التجارية بين بلاده والعراق، وصولا إلى رفع مستوى التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار سنويا، في حين أشار إلى تعيين 8 مواقع لمدن صناعية حدودية مشتركة في إقليم كردستان وجنوب العراق.وقال فضلي خلال اجتماع مشترك مع وزير التجارة العراقي محمد العاني إن «من المواضيع التي تم بحثها تعريفة التجارة التفضيلية بين البلدين، وضرورة تنفيذها وفق ما تتفق عليه اللجان المختصة من الجانبين».في موازاة ذلك، أكد العاني أن «أطول حدود للعراق مع الجمهورية الإسلامية»، مشيرا إلى دخول اتفاقية إنشاء خط سكك حديدية بين الشلامجة والبصرة حيز التنفيذ ضمن عدة اتفاقات لتعزيز التبادل التجاري وجذب المستثمرين الإيرانيين إلى العراق.وقال إن إنشاء مدن صناعية مشتركة بحاجة إلى تشكيل لجنة، ونحن ننتظر المقترح الإيراني لدراسته.في السياق، أعلن وزير النفط الإيراني بيجين زنغنة، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع العراق بشأن تطوير حقلين حدوديين للنفط. وقال زنغنة على هامش لقائه نظيره العراقي ثامر الغضبان إن «مستحقات طهران من تصدير الغاز إلى بغداد، تبلغ مليار دولار».