السودان: الجيش يخيّب آمال المعارضة بعد اجتماع مع البشير

الآلاف يعتصمون أمام «القيادة العامة» رغم مقتل 6

نشر في 08-04-2019
آخر تحديث 08-04-2019 | 00:03
سودانيون يتظاهرون لليوم الثاني على التوالي أمام مقر هيئة الأركان في الخرطوم أمس (أ ف ب)
سودانيون يتظاهرون لليوم الثاني على التوالي أمام مقر هيئة الأركان في الخرطوم أمس (أ ف ب)
واصل المتظاهرون السودانيون المطالبون برحيل الرئيس عمر البشير، اعتصامهم أمام مقرات الجيش، لليوم الثاني، في محاولة للضغط على قيادته للتخلي عن الرئيس والذهاب باتجاه مرحلة انتقالية.

وغداة مقتل 6 خلال التظاهرات في الخرطوم وأم درمان، عقد البشير، أمس، اجتماعا طارئا لمجلس الدفاع والأمن لمناقشة المستجدات.

وأكد المجلس، في بيان، أن «المحتجين يمثلون شريحة من شرائح المجتمع التي يجب الاستماع إلى رؤيتها ومطالبها».

وأكد أهمية «جمع الصف الوطني وتحقيق السلام، فضلا عن الاحتكام لصوت العقل لتجنيب البلاد الانزلاق نحو الفتن، وحرص الحكومة على الاستمرار في الحوار مع كل فئات المجتمع لتحقيق التراضي الوطني».

وأضاف التعميم أن «المجلس اطلع على تقارير مفصلة حول الوضع السياسي والأمني الراهن، واتخذ جملة من التدابير التي من شأنها تعزيز السلام والاستقرار بالبلاد».

وجاء هذا البيان مخيباً لآمال المعارضة، التي كانت تتوقع أن يستجيب الجيش بشكل أكبر لمطالبها بضرورة عزل الرئيس، ثم التفاوض على المرحلة الانتقالية، وأن يعتبر ان تحركاتها تعبر عن مطالب الشعب وليس عن شريحة.

وتواصل تدفق المئات، أمس، لليوم الثاني على التوالي، إلى مقر القيادة العامة للانضمام الى عشرات الالاف من المعتصمين، مع استمرار محاولات الشرطة وقوات الأمن لتفريق المعتصمين بالغاز المسيل للدموع وبإطلاق الرصاص الحي.

وهتف المتظاهرون، الذين قضى العديد منهم ليلته خارج المجمع المحصّن، الذي يضم وزارة الدفاع ومقر إقامة البشير: «سلام، عدالة، حرية».

وأغلق بعض المتظاهرين بصخور جسرا قريبا يربط الخرطوم بحي بحري، مما تسبب في اختناقات مرورية ضخمة.

وأعلن الجيش حظر التجوال اعتبارا من الساعة الثانية من فجر أمس، الأمر الذي اعتبره «تجمع المهنيين السودانيين» (نقابي غير رسمي) بمباثة «محاولة لقطع الطريق أمام المتظاهرين لتحقيق أهدافهم بإسقاط النظام».

ولفت «التجمع»، في بيان له، إلى اصطفاف عدد من مدرعات الجيش، فور إعلان حظر التجوال، وأهاب بالسودانيين في مدن الخرطوم الثلاث الخروج لحماية مكتسبات ثورتهم السلمية، داعياً الجيش إلى «الانحياز لإرادة الشعب ودعم عملية انتقال السلطة من النظام الحالي وتسليمها مباشرة الى حكومة انتقالية مدنية».

وشارك الآلاف، أمس الأول، في أكبر مسيرة مناهضة للحكومة منذ اندلعت الحركة الاحتجاجية في ديسمبر، وصلوا خلالها للمرة الأولى إلى مقر القيادة العامة للجيش.

ولم يتدخل الجيش، لكن عناصر شرطة مكافحة الشغب الذين انتشروا قرب المجمع أطلقوا الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لتفريقهم، بينما رد البعض بإلقاء الحجارة.

إلى ذلك، جدد الناطق الرسمي باسم الحكومة حسن إسماعيل، تمسك الحكومة بالحوار كأساس لحل أزمات البلاد، مشيداً بالمهنية التي تعاملت بها القوات النظامية مع التظاهرات التي اندلعت في الخرطوم، أمس الأول.

وطالب إسماعيل القوى السياسية للمحافظة على دماء الشعب السوداني والتقليل من حدة الاستقطاب.

وبينما دعت السفارة السعودية في الخرطوم، أمس، مواطنيها إلى الابتعاد عن أماكن التظاهرات، قال دبلوماسي أوروبي فضّل عدم كشف اسمه إنّ «المشاركة في تظاهرات السبت كانت مؤثّرة جدّا، وهذا يُعزّز الضغط على البشير والنّظام، ويُظهر أنّ حركة الاحتجاج لا تفقد زخمها».

ويشهد السودان حركة احتجاجيّة واسعة منذ 19 ديسمبر، إذ يتّهم المتظاهرون حكومة البشير بسوء إدارة اقتصاد البلاد مما أدّى إلى ارتفاع أسعار الغذاء، في ظلّ نقص في الوقود والعملات الأجنبيّة.

وسرعان ما تصاعدت وتيرة التحرّك ليتحوّل إلى مسيرات في أنحاء البلاد ضدّ حكم البشير، الذي يدعوه المتظاهرون إلى الاستقالة.

ويشير محلّلون إلى أنّ الحركة تحوّلت إلى أكبر تهديد يُواجه البشير.

لكنّ الرئيس بقي مصمّماً على أنّ التغيير لن يتمّ إلا عبر صناديق الاقتراع، ففرض حال الطوارئ وغيرها من الإجراءات الصارمة التي اعتقل على أثرها كثيراً من المتظاهرين وقادة معارضين وناشطين وصحافيين.

back to top