مع تجاهل طرفَي النزاع المحتدم في ليبيا طلبَ الأمم المتحدة لهدنة صغيرة ودعواتِ مجلس الأمن والقوى السبع الكبرى لوقف الاقتتال، نفّذت القوات التابعة للمشير خليفة حفتر، أمس، للمرة الأولى، ضربة جوية على طرابلس، تزامناً مع إطلاق القوات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج «هجوماً مضاداً» دفاعاً عن العاصمة.

ووسط تزايد المخاوف من تدهور عسكري واسع النطاق، أكد عميد بلدية قصر بن غشير محمد عجاج استمرار سيطرة قوات حفتر على عاصمة مدينته الواقعة جنوب طرابلس، إضافة إلى مطار العاصمة الدولي، مشيراً إلى اشتباكات في محاور عديدة أهمها المحور المؤدي إلى طريق السواني.

Ad

وبعد توجيه ضربة جوية هي الثانية من نوعها على محيط المطار القديم الخارج عن الخدمة، أعلن المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق محمد قنون، إطلاق عملية «بركان الغضب»، «لتطهير كل المدن الليبية من المعتدين والخارجين عن الشرعية، وعدم السماح بعسكرة الدولة».

ومع تطور الأوضاع ومقتل نحو 19 من قوات حفتر و21 من الموالين للسراج، سحب الجيش الأميركي جنوداً له يتمركزون في ليبيا، لم يكشف عن عددهم، محذِّراً من أن «الواقع الأمني على الأرض يزداد تعقيداً، وهو مفتوح على كل الاحتمالات».

وقال قائد القيادة العسكرية لإفريقيا الجنرال توماس فالدهاوسر، في بيان: «بسبب عودة الاضطرابات، والوضع الأمني على الأرض، نقلنا الكتيبة خارج ليبيا مؤقتاً».

واكتفى فالدهاوسر بالتذكير أن القوة الأميركية في ليبيا تقدم «دعماً عسكرياً للبعثات الدبلوماسية وأنشطة مكافحة الإرهاب، وترسيخ الشراكات والأمن في كل المنطقة»، موضحاً أنه «سيواصل متابعة تطور الوضع على الأرض، وسيدرس إمكانية عودة الوجود العسكري عندما يصبح الوضع مناسباً من جديد».