خلافات بين إيران والعراق تطفو بعد التعتيم على مؤتمر لعبدالمهدي
طهران: واشنطن ستدخل نفسها في مستنقع إذا صنفت «الحرس» إرهابياً
فوجئ الصحافيون الإيرانيون، أمس، بإلغاء السلطات الإيرانية تراخيص حضورهم مؤتمر رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي عقب اجتماع قمة ناقش الملفات الاقتصادية بين البلدين، في ختام زيارته لطهران.ولم تعلن السلطات سبب محاولتها التعتيم على المؤتمر، لكن مصدراً دبلوماسياً عراقياً شارك في الاجتماع أكد أن السبب يعود لوجود خلافات ومسائل عالقة حول التعاون الاقتصادي بين الجانبين، وهو ما دفعهما لتجنب الرد على أسئلة محرجة.وأوضح المصدر، لـ «الجريدة»، أن عبدالمهدي ألح خلال الزيارة على المسؤولين الإيرانيين كي يقبلوا تسلم مستحقات إيران المقدرة بــ 4 مليارات دولار عن تصديرها الغاز والكهرباء لبغداد بالدينار العراقي بدلاً من العملة الأميركية؛ لتفادي وقوع حكومته تحت طائلة عقوبات واشنطن المفروضة على طهران.
وذكر أن القادة الإيرانيين رفضوا عرض عبدالمهدي، واقترحوا عوضاً عنه تسلم المستحقات باليورو الأوروبي، لافتاً إلى خلاف آخر كان سببه مطالبة رئيس الحكومة العراقية بتضمين عقود أي اتفاقية يتم التوصل إليها بنداً يسمح لبغداد بعدم التنفيذ في حال تبين أن المشروع يتسبب في أزمة سياسية مع دول أخرى.وأوضح أن إصرار عبدالمهدي على البنود جاء تحوطاً بعد التقارير التي تحدثت عن نية طهران الاستفادة من فتح الطريق البري وخط السكك الحديدية بين البلدين في نقل أسلحة وقوات من إيران إلى سورية ولبنان، مشيراً إلى أن عبدالمهدي أكد أن فتح الطرق يجب أن يقتصر على تسهيل عبور الزوار والبضائع، وأن العراق لا يستطيع السماح بالاستفادة من أرضه لنقل أسلحة إلى بلدان أخرى، وهو ما قد يدخله في مشاكل مع الولايات المتحدة وجيرانه العرب. وبين أن الخلاف الأخير تمثل في رفض العراقيين اقتراحاً إيرانياً بالسماح بنقل بعض المواد الخام الإيرانية مثل النفط إلى مناطق التجارة الحرة المزمع إقامتها بالجانب العراقي وتعليبها وإعادة تصديرها على أساس أنها عراقية.من جانب آخر، أكد المصدر أن قادة طهران تلقوا عرضاً من عبدالمهدي للتوسط من أجل حل الخلافات الإيرانية ـــ السعودية، وترتيب عقد مفاوضات سرية بين الجانبين لتقريب وجهات النظر في بغداد، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء العراقي وعد بطرح الأمر خلال زيارته المرتقبة للرياض.ولفت المصدر إلى أن عبدالمهدي شدد خلال مباحثاته، التي استمرت يومين مع قادة طهران، على أنه يفضل إبقاء العراق بلداً غير منحاز لأي جانب، في ظل الخلافات الدولية والإقليمية، وطالب بقبول تحييد بغداد عن الصراعات.إلى ذلك، قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري إن الجيش الأميركي لن ينعم بالهدوء في غرب آسيا، إذا صنفت الولايات المتحدة "الحرس" منظمة إرهابية.وأشارت تقارير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنوي اليوم أو في الأيام القليلة المقبلة إدراج "الحرس" على لائحة المنظمات الإرهابية. من ناحيته، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الخطوة الأميركية المحتملة "ستُدخل واشنطن في مستنقع"، مضيفاً، في تغريدة، أن "من الأفضل لترامب أن يعلم ذلك قبل أن يجر الولايات المتحدة إلى كارثة أخرى".