أيها المزورون: من تخدعون؟
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
إذا قام المزور للصلاة، ووقف بين يدي ربّه، فماذا عساه يدعو؟ إذا صام رمضان فعلى أي لقمة حلال أم حرام يفطر؟ إذا تصدق وزكّى ماله فبأي مال طيب أم خبيث ينفق؟ إذا أعطى أهله وولده فمن أي رزق اكتسبه تنبت لحومهم وأجسادهم؟ من تخدعون أيها المزورون؟هذا المزوّر الغارق في الحرام هل يضايقه الفساد في الدولة؟ وهل يذم الحكومة لفشلها ويهاجم النواب القبيضة؟ وهل ينصح أبناءه ويعلمهم الأمانة والصدق والسعي إلى الرزق الحلال؟ وهل يقوم بوظيفته وهو ناصح لوطنه ومجتمعه؟ هذا المزوّر الذي توظف من شهادة مزورة، أو تجنس بوثائق مزورة، أو ترقى أو حتى تقاعد ببيانات مزورة، فحاصره التزوير من كل حدب وصوب، ثم شبع من مال الحرام ورثع فيه عشرين وثلاثين وأربعين سنة ثم ماذا؟ هذا رمضان يطرق الأبواب، فهل سمع المزورون الحديث الشريف «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ؟»، وهذا الدعاء الذي يلهج به المزوّر ليل نهار، فهل سمع بالحديث الشريف عندما ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء: يا ربّ يا ربّ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب له؟ إن التزوير والغش وأكل مال الدولة بالباطل ظاهرة تتفشى في المجتمع، وهي تحتاج مواجهة وطنية صادقة وجادة على كل المستويات، لكبح جماح هذه الثقافة المزرية حماية للوطن في الدنيا، وحماية للناس في الآخرة، فمن يتصدى لذلك؟ والله الموفق.