رأي طلابي : دور العلاج بالعمل في توفير أجهزة التكنولوجيا المساعدة
أصبحت التكنولوجيا من أساسيات الحياة للإنسان المعاصر، فهي عنصر أساسي في العمليات المدنية والصناعية والاجتماعية والطبية؛ فالتدخل الطبي التقليدي لم يعد الطريقة الوحيدة لمعالجة المشكلات الصحية. ومع أزمة التشخيص النهائي، والمأزق الأخلاقي العميق من استخدام الروبوتات الإكلينيكية، دعت الضرورة إلى تبني منهج شامل يتناول بالدراسة والتحليل عناصر الحالة المرضية، للتوصل إلى أسلوب العلاج الأمثل. وهنا يأتي دور ما يسمى العلاج بالعمل (Occupational Therapy)، وهو تعزيز أو تمكين المشاركة الفعالة في الأنشطة المهمة للعملاء الذين تقدم لهم الخدمة، لذلك يعد توفير التكنولوجيا المساعدة إحدى مهام المعالج المهني المختص، لكن باعتبارها تكنولوجيا مساعدة يجب أن تندرج تحت التعريف المشترك للتكنولوجيا. ففي عام 1988 قدم قانون المساعدة التكنولوجية المتعلقة بأفراد ذوي الإعاقة في أميركا تعريفاً رابعاً لهذا المصطلح؛ وهو "أي عنصر أو قطعة من المعدات أو نظام منتج مخصص، يستخدم لزيادة أو الحفاظ على أو تحسين القدرات الوظيفية للأشخاص ذوي الإعاقة" (الجمعية الأميركية للعلاج المهني). وخدمات المعالج المهني في مجال التكنولوجيا المساعدة هي تقييم الاحتياجات، وعملية الحصول على الجهاز، وتركيبه، وتنسيق خطة التدخل، وتوفير التدريب والدعم الفني للمستخدم ومن يرعاه.
عندما نذكر علاقة هذه التكنولوجيا بحياة الإنسان يجب تناول دورها في النشاطات اليومية التي تعد المهام النموذجية المطلوبة للرعاية الذاتية، مثل النظافة والاستحمام والتغذية والتواصل، وقد يؤدي الأداء المهني الضعيف إلى عملية تؤثر بشكل متكرر في سياق الناس النفسي الاجتماعي، وضعف احترام الذات، وعدم الشعور بالاستقلالية. يضاف إلى ذلك، أن الدعم التكنولوجي للحياة اليومية منتشر ويركز على الاستراتيجيات التكيفية وخدمات المساعدة الشخصية. ومن غير مزيج من هذه الخدمة الداعمة، قد يعجز من يعاني الإعاقة عن أداء أبسط الأعمال اليومية كالخروج من المنزل والنوم. وقد تختلف الخدمات الداعمة المستخدمة وفقاً لاحتياجات الشخص وظروفه، وبهذه الطريقة، تعد هذه التكنولوجيا الأكثر تحدياً في المرحلة العلاجية، فمثلا: طفل يعاني التوحد يحتاج إلى جهاز مساعد للتواصل الاجتماعي بالمدرسة؛ على عكس شخص من يعاني مرض الرعاش فهو بحاجة إلى أدوات مائدة مختصة لتساعده على الأكل والشرب. لتوضيح كيفية الاستخدام تخيل أرملة عمرها 81 عاماً تعاني ضعف البصر الشديد وتعيش وحيدة بمنزلها. يساعد اختصاصي العلاج بالعمل على تحديد وتنفيذ مجموعة من الدعم لزيادة استقلاليتها في إعداد وجبة الطعام بالمطبخ؛ فمثلا يمكن تقديم جهاز لوحي مزود بكاميرا لتصوير وتوسعة الملصقات ووصفات الطبخ مع إخراج صوتي على الجهاز لمساعدتها في البحث عن الوصفات عبر الإنترنت. هذه الأجهزة سمحت للسيدة بالعيش مستقلة آمنة بمنزلها دون مساعدة من شخص آخر.إن فهم ممارسي العلاج المهني للاحتياجات والأداء المهني، بجانب مهاراتهم في تحليل النشاط والتركيز على تحقيق أهداف العميل، يدعم استخدام أنواع مختلفة من التكنولوجيا المساعدة على أفضل وجه. كلية العلوم الصحية - جامعة الكويت