وسط مقاطعة من نواب أحزاب المعارضة، واحتجاجات من قادة الحراك الشعبي المستمر ضد النظام منذ 22 فبراير الماضي، عقد البرلمان الجزائري بغرفتيه جلسة أمس، ثبت خلالها شغور منصب رئيس الجمهورية، وأعلن تولي رئيسه عبدالقادر بن صالح رئيسا مؤقتا للبلاد، بعد أسبوع من استقالة عبدالعزيز بوتفليقة.

وأعلنت عدة كتل برلمانية معارضة رفضها تعيين بن صالح رئيساً للبلاد خلال المرحلة الانتقالية التي تمتد 3 أشهر، تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية بعد إلغاء الانتخابات التي كانت مقررة مارس الماضي.

Ad

وقاطعت الجلسة أهم أحزاب المعارضة بدعوى أن بن صالح هو أحد رموز نظام بوتفليقة الذين طالب الشعب برحيلهم.

وجاءت الجلسة طبقا للمادة 102 من الدستور، التي تنص على أنه «في حال استقال رئيس الجمهورية أو توفي، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، ويثبت الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية، وتبلغ فورا شهادة التصريح بالشغور النهائي إلى البرلمان، الذي يجتمع وجوبا».

وفي أول كلمة له تعهد، رئيس مجلس الأمة، إثر توليه تلقائيا مهام رئيس الدولة مؤقتا خلفا لبوتفليقة الذي استقال إثر انتفاضة شعبية دامت أسابيع ودعمها الجيش، بأن يسعى إلى تسليم السلطة للشعب سريعا جدا.

وقال بن صالح، الذي لا يحق له الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، إنه سيعمل بإخلاص من أجل «إعادة الكلمة للشعب لانتخاب رئيسه».

وأضاف: «أسدي خالص العرفان للشعب الذي عبر عن وحدته وتمسكه بالوطن، ورفع شعار التغيير الإيجابي»، كما أشاد «بدور الجيش الذي أدى وظيفته بمهنية عالية في هذه المرحلة».

وشدد بن صالح على أنه سيتحمل مسؤولياته، مضيفا: «سأعمل على التطبيق الصارم للدستور».

وعقدت الجلسة وسط تظاهرات حاشدة بالعاصمة الجزائر وعدة مدن، رفضا لتعيين بن صالح رئيسا مؤقتا.

ونجح المتظاهرون أمس، بعد أكثر من 4 ساعات من المحاولات، في إرغام رجال الشرطة على فتح الطريق أمامهم للوصول إلى البرلمان، رافعين شعارات تطالب بن صالح، الذي دعم ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة بالاستقالة الفورية.

واعتبر المحتجون خطابه، الذي وصفوه بـ»لغة التجاهل»، بأنه استفزاز لملايين الجزائريين الذين أوصلوا رسالتهم له الجمعة الأخيرة، عندما خرجوا يطالبونه بعدم تولي المرحلة الانتقالية.

وفي ساحة البريد المركزي وسط العاصمة، بدأت مظاهرة ضمت بضعة آلاف من الطلبة ممن رفعوا لافتات كتب عليها: «نعم لإسقاط الباءات الثلاث»، في إشارة للأحرف الأولى من ألقاب بن صالح ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس الوزراء نورالدين بدوي.

وردد محتجون هتافات داعمة للجيش من قبيل: «الجيش والشعب خاوة خاوة»، كما توعد الطلبة بالخروج في مسيرات شعبية حاشدة للجمعة الثامنة على التوالي، ردا على تثبيت بن صالح المرفوض شعبيا رئيسا للدولة.

وأظهرت صور نُشرت على منصات التواصل، إضرابا عاما للطلبة بجامعة سطيف الحكومية. ولجأت السلطات إلى توقيف خدمات النقل الجامعي بالحافلات المتجهة نحو وسط العاصمة، ومن ذلك محطة تافورة قرب البريد المركزي.

في غضون ذلك، دعا نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، خلال إشرافه على مناورات بالذخيرة الحية في وهران أمس، إلى «مواصلة بذل قصارى الجهود لتحقيق ما ينسجم مع حق الجزائريين الشرعي في الاطمئنان على البلاد».