بعد يوم واحد من قرار الولايات المتحدة غير المسبوق بإدراج «الحرس الثوري» ضمن قائمة الإرهاب، أطلق مسؤولون إيرانيون، أمس، تهديدات عسكرية ضد القوات الأميركية في المنطقة، في حين عقد البرلمان الإيراني، جلسة علنية، حضرها بعض النواب، ومنهم رئيس البرلمان علي لاريجاني، باللباس العسكري لـ«الحرس».ووجهت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في بيان، تحذيراً إلى واشنطن، قالت فيه: «لن ندخر جهداً في محاربة مجموعة (سنتكوم) الإرهابية» في إشارة إلى القيادة المركزية للجيش الأميركي التي تشرف على منطقة تضم نقاط نزاع عدة، بينها أفغانستان والعراق وسورية واليمن والخليج. وذكر نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، عباس عراقجي، أن الخارجية الإيرانية استدعت السفير السويسري في طهران الذي يرعى المصالح الأميركية لتحميله رسالة تحذير واضحة من إمكانية وقوع مواجهة عسكرية في الخليج.
في موازاة ذلك، حذر القائد البارز في «الحرس» محسن رضائي السفن الأميركية في الخليج، وقال: «يا سيد ترامب قل لسفنك الحربية ألا تمر قرب زوارق الحرس الثوري»، بينما قال وزير الدفاع العميد أمير حاتمي، إن بلاده «سترد سريعاً بالمثل ووفق استراتيجياتها، إذا طبقت واشنطن قرارها الأحمق على الأرض»، والذي يدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، وفق ما أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو.
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم «البنتاغون» ربيكا ريبيرتش إن «قواعد الاشتباك لم تتغير»، مضيفةً في تعليق على تهديدات إيرانية للقيادة المركزية في الجيش الأميركي: «ليس لدينا معلومات موثوق بها توحي بوجود تهديد وشيك».وتابعت ريبيرتش بأن «البنتاغون» لا تكشف عن تعديلات مستويات الحماية، لكنها تتخذ الإجراءات المطلوبة لضمان سلامة القوات الأميركية في جميع أنحاء العالم.وفي السياق، نقلت تقارير عن مصدر أمني، أمس، أن القوات الأميركية ترفع إجراءاتها الأمنية بمحيط مقراتها في العراق، بينما دعا الرئيس العراقي برهم صالح، خلال استقباله في بغداد، قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، إلى تخفيف التوتر في المنطقة.وفي لفتة تحمل تهديداً مبطناً للقوات الأميركية في أفغانستان، حيث ترعى طهران ميليشيات أفغانية، عنونت وكالة «فارس» المقربة من المحافظين المتشددين، صباح أمس: «مقتل أربعة إرهابيين من الجيش الأميركي في أفغانستان»، وذلك في إشارة إلى هجوم وقع قرب قاعدة باغرام الجوية، أكبر قاعدة أميركية في أفغانستان، مساء أمس الأول.وعلى صعيد ردود الأفعال الدولية، رحبت السعودية بقرار واشنطن ضد «الحرس الإيراني»، واصفة إياه بـ «خطوة عملية وجادة في جهود مكافحة الإرهاب»، في حين دعت فرنسا إلى تجنب أي تصعيد للتوتر.