كشف وزير الصحة د. باسل الصباح أن الوزارة بصدد طرح مشروع قانون خاص بالمسؤولية الطبية على الجهات المختصة، ممثلة بإدارة الفتوى والتشريع، ومن ثم مجلس الامة لإقراره.

وقال د. الصباح، في كلمة له صباح أمس خلال افتتاح ملتقى تطوير الرعاية الصحية العربية، إن «الحوكمة الرشيدة في هذا المجال تعد الركيزة الأساسية للمضي قدما والانطلاق نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة، بأبعادها ومؤشراتها المختلفة».

Ad

وأضاف أن اتخاذ القرارات الصحية يجب أن يكون مرتكزا على آراء وتجارب المرضى، وتعزيز التواصل مع الشركاء والمجتمع المدني وجمعيات النفع العام، فضلاً عن التطوير المستمر للتشريعات وسياسات ونظم العمل والمتابعة المستمرة لجودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى، باستخدام المؤشرات المناسبة.

وشدد على حرص اتحاد المستشفيات العربية على مواكبة المستجدات العالمية السريعة الوتيرة، فضلا عن ضرورة تبادل الخبرات بين القيادات والمتخصصين والمشاركين، حول التحديات التي تواجه المستشفيات الأساسية اللازمة لتطبيق الحوكمة الرشيدة والتميز.

من جانبه، أكد المدير الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية د. أحمد المنظري، أن تركيز المنظمة على التغطية الصحية الشاملة اكتسب زحما والتزاما تجسد في العناية العالمية الجديدة التي وضعتها المنظمة، والتي ترمي إلى ضمان حصول مليار شخص على الأقل على الخدمات الصحية الأساسية بحلول عام 2023، لتكون بمنزلة هدف مرحلة بالغ الأهمية في السعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى أنه للوصول الى هذه التغطية الشاملة يجب التحول من النظم الصحية التي تتمحور حول الأمراض إلى نظم صحية تركز على الناس.

وأشار إلى معاناة قطاع المستشفيات في الإقليم من أوجه قصور عامة أفضت إلى العديد من المشاكل، منها العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية التي تساهم في ارتفاع نسب المرضى والوفيات، إضافة إلى بقاء المريض بالمستشفى فترات طويلة، ومن ثم ارتفاع تكلفة العلاج، لذا تقتضي الحاجة إلى وجود برامج مناسبة لتقليل حالات العدوى، ومنع انتشار مقاومة مضادات الميكروبات، التي تشكل خطرا على الصحة العالمية.

من جانبه، توجه وزير الصحة اللبناني د. جميل جبق بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على جهوده البناءة، وعمله المثمر، وعلى مسيرة النمو الناجحة واليد البيضاء له في لبنان على أكثر من صعيد، وكذلك في عدد من الدول العربية.

وتحدث جبق في كلمته عن «الواقع الصحي العربي المثخن بجراحات الأمراض وآلام الأجساد والأنفس، والتحديات المرضية والوبائية المتزايدة في ظل واقع طبي واستشفائي صعب وضعيف أحيانا، ما يدفع بالكثير من مواطنينا إلى تكبد معاناة وأعباء السفر للعلاج في أوروبا وغيرها».

وأضاف ان «واقعنا غير قادر حتى الآن على توفير الخدمة الصحية بمستوى جيد إلى قسم كبير من الشعب، لاسيما ان عالمنا العربي أنهكته الحروب والجراحات والآلام، وأعداد متزايدة من المرضى والمعوقين».

ودعا جبق إلى عمل متواصل جدي مستمر، وأن نضع بشكل عاجل، بالشراكة مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية ذات الصلة، خطة نهوض مبسطة لكنها عملية وواقعية تواجه أكثر المشاكل والأمراض فتكا تقوم على التعاون، وتضافر الجهود وتوزيع الأدوار بحسب القدرات والإمكانات.

ودعا وزير الصحة اللبناني إلى توقيع بروتوكول أو اتفاقية تعاون نلزم أنفسنا بتنفيذها، ويخرج منها خطة عمل مبسطة موجزة لتنفيذها تقوم على بناء القدرات، وتعزيز الصناعات الدوائية المحلية، ورفع مستوى الخدمات الطبية والاستشفائية، ورفع الوعي الصحي عبر حملات الوقاية والتثقيف الصحي، وطالب باجتماع عاجل لمناقشة مشاريع طبية واستشفائية ودوائية عربية.

من جهته، قال الأمين العام لاتحاد المستشفيات العربية د. توفيق خوجه، إن «إلقاء الضوء على مفاهيم وتوجهات الحوكمة والإنتاجية والمسؤولية وتدارسها في القطاع الصحي إحدى الركائز العالمية التي تعمل عليها الشعوب، للنهوض بمستقبل صحي مثالي»، مشيرا إلى أن «قطاعنا الصحي العربي جزء من هذه المنظومة التي نعمل جميعا على تطويرها».