نفى الجيش السوداني وجود أي خطة لفض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة وسط الخرطوم، والذي يوجد فيه وزارة الدفاع والاستخبارات ومقر إقامة الرئيس عمر البشير الذي دعا أنصاره للخروج اليوم في مسيرة مؤيدة له في الخرطوم.

وأكد الناطق باسم الجيش، اللواء أحمد الشامي، أمس، أن لا وجود لأي خطة من أجل فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة، موضحاً أن ما تم من إجراءات ليل الثلاثاء ـــ الأربعاء كان لإبعاد المواطنين عن حرم مقر قيادة الجيش.

Ad

استبدال الجيش

وأتت تصريحات الشامي بعد أنباء أفادت بوجود خطة أمنية من أجل فض اعتصام المحتجين حول القيادة العامة، تتضمن تحييد قوات الجيش عن حماية المعتصمين عبر تجريد جميع العناصر الموجودة داخل القيادة من سلاحهم.

كما كشفت المصادر سعي "الأمن السوداني" إلى استبدال قوات الجيش بكتائب تابعة للأمن الشعبي والأمن الطلابي الموالي للرئيس البشير. وتقضي الخطة بسحب قوات الجيش الموجودة داخل القيادة العامة، بهدف منع المعتصمين من الاحتماء بمباني القيادة.

وبعد سريان هذه الإشاعات، جابت مدرّعات الجيش مساء أمس الأول الشوارع المحيطة بمبنى القيادة، في وقت توافدت المزيد من الحشود الضخمة لليوم الخامس على التوالي في محيط القيادة.

وكان آلاف المعتصمين باتوا أمس الأول، ليلتهم الرابعة أمام مقر القيادة العامة، محاطين بعناصر الجيش الذين تعهدوا بحمايتهم، ووسعوا امس انتشارهم.

وأفاد تجمع "المهنيين السودانيين" المعارض، أمس، بأن الاعتصام أمام مقر القيادة العامة متواصل، نافياً ما أشيع عن فضه.

وكانت قيادة الجيش أعلنت في وقت سابق أنها لن تستعمل القوة ضد المعتصمين، مؤكدة أنها متمسكة بالرئيس عمر البشير قائداً أعلى للقوات المسلحة.

وأكد بيان أصدرته الشرطة، أمس، أن "11 شخصا قتلوا في احتجاجات، الثلاثاء، بينهم 6 من القوات الحكومية".

وأوضح وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة حسن إسماعيل أن الحكومة استمعت خلال اجتماعها، أمس، "إلى تقرير من مدير شرطة ولاية الخرطوم، أوضح فيه استشهاد 11 شخصا، بسبب أحداث أمس (الثلاثاء) من بينهم 6 من القوات النظامية".

ولم يعط الوزير تفاصيل عن كيفية مقتل هؤلاء، لكن الخرطوم شهدت في اليومين الماضيين محاولتين من جانب قوات الأمن لتفريق آلاف المحتجين المعتصمين خارج مقر القيادة، مما دفع عناصر الجيش، الذين يحرسون المجمع، إلى التدخل لحمايتهم.

وفي وقت اعتبر حزب "المؤتمر الشعبي" المنشق من "المؤتمر الوطني" أن اعتصام المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة، "سلمي وحضاري ولا يجب صدّه بالقوة"، دعا أنصار البشير للخروج في مسيرة مؤيدة له في الخرطوم، اليوم، لتأكيد الالتزام "باستقرار السودان"، في وقت واصل آلاف المتظاهرين اعتصامهم خارج مقر القيادة العامة للجيش مسط الخرطوم، لليوم الخامس على التوالي مطالبين بتنحي الرئيس.

وجاء في بيان صدر عن "حزب المؤتمر الوطني" الحاكم في وقت متأخر من مساء أمس الأول، أن "المكتب القيادي للمؤتمر الوطني يدعم مبادرة قوى الحوار الوطني لتنظيم مسيرة حاشدة في ساحة الشهداء بوسط الخرطوم يراها الجميع" اليوم.

ونقل البيان عن رئيس الحزب المكلف أحمد هارون قوله: "أدعو أعضاء المؤتمر الوطني في كل أنحاء ولاية الخرطوم للمشاركة في المسيرة لإظهار أن هناك قوى اجتماعية وسياسية حريصة على سلام وأمان واستقرار السودان"، محذراً المعارضة من "عواقب استغلال الاحتجاجات طويلاً"، ومشيراً إلى أن "الاستمرار في اختبار صبرنا عمل غير عقلاني".