روحاني يستبعد تنفيذ واشنطن «تصنيف الحرس إرهابياً»
• قرار ترامب يفرض هدنة بين أجنحة النظام... وظريف يزور جعفري
• بغداد تنأى بنفسها
• هوك: طهران مسؤولة عن مقتل 600 جندي أميركي في العراق
حذّر الرئيس حسن روحاني الولايات المتحدة من مواجهة كارثة، في حال تطبيق قرارها إدراج "الحرس الثوري" الإيراني على قائمتها للمنظمات الإرهابية، مستبعداً أن ينفذ القرار عملياً.
غداة تعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بملاحقة «الحرس الثوري» الإيراني كأي «منظمة إرهابية»، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، إن الولايات المتحدة ستواجه كارثة في حال نفذت قرارها بشأن «الحرس الثوري»، بعد إدراجه على قائمتها للمنظمات الإرهابية. وأضاف روحاني أن إدراج المؤسسة العسكرية، التي تشكل نصف قدرة الجمهورية الإسلامية العسكرية على اللائحة الأميركية، «مجرد شعار سياسي ودعائي».وتابع: «أميركا عملت ضد إيران والحرس طوال 40 عاما، وإدراجه لا يشكل خطوة جديدة»، مضيفاً: «القرار الأميركي صدر عن جهل، لكني لا أعتقد أنهم سيقدمون على تنفيذه عملياً».
وقال مصدر في مكتب روحاني لـ «الجريدة» إن القرار الاميركي وحد الايرانيين وتحول الى فرصة لوقف الخلافات بين اجنحة النظام. وأضاف المصدر أن القرار يصبح ساريا في حال لم يرفضه الكونغرس، خلال أسبوع، موضحاً انه حتى لو لم يعترض الكونغرس يمكن رفع شكوى ضد القرار في المحاكم الاميركية، وان ايران تجري اتصالات بهذا الصدد.
درس لا يُنسى
في موازاة ذلك، أكد «الحرس الثوري»، في بيان أمس، أنه «سیلقن العدو درساً لا یُنسي ویبعث على الندم»، معتبراً أن الإجراء الأميركي متهور وغير قانوني ويظهر مدى «الحقد والغضب الأميركي ضد أصحاب البزات الخضراء الموجودين دوما في ساحات الثورة الإسلامية والبلاد».ظريف و«الحرس»
وبعد خلاف ظهر إلى العلن بين وزير الخارجية محمد جواد ظريف والحرس الثوري يبدو ان قرار ترامب قد اجبر الطرفين على التصالح. واستقبل القائد العام لـ«الحرس» اللواء محمد علي جعفري، أمس، ظريف وأكد له أن قواته سترفع قوتها في النظامين الدفاعي والهجومي خلال العام المقبل، ردا على الخطوة الأميركية. في غضون ذلك، وصف المساعد والمستشار الأعلى للقوات المسلحة اللواء رحيم صفوي الخطوة الأميركية بـ«الخطيرة»، وقال إنّ الخطوة «ستسرّع من خروج الولايات المتحدة من غرب آسيا وستقصّر من عمر الصهاينة». ورأى أن إسرائيل و«اللوبي اليهودي» كان لهم الأثر الأكبر في القرار ضد مؤسسة «الحرس الثوري» التي تنشط بعدة مجالات من بينها الاقتصاد.اتهام أميركي
في المقابل، كشف مبعوث الإدارة الأميركية الخاص لشؤون إيران، براين هوك، أن بلاده رفعت السرية عن وثائق تتعلق بتورط الجمهورية الإسلامية وحرسها الثوري في قتل أكثر من 600 جندي أميركي في العراق، إبان الغزو الذي قادته واشنطن لإسقاط صدام حسين.وجاء التصريح على لسان هوك خلال مؤتمر مشترك مع منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية، ناثان سيلز، شاركت فيه «الجريدة» على الهاتف، أمس الأول، في معرض رده على سؤال حول ما إذا كان قرار إدراج «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب يقضي بوضع آلية خاصة باستهداف قائد «فيلق القدس» التابع للحرس، قاسم سليماني، على غرار ملاحقة زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن أو زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي.وشدد هوك على أن أيدي سليماني والقوة التي يقودها «ملطخة بدماء أميركيين»، مضيفاً أن قرار الإدراج هو «خطوة جديدة لتقليص خطر مقتل أي جندي أو مواطن أميركي على أيدي سليماني، نتيجة للأنشطة التي يمارسها مع الحرس الثوري وفيلق القدس». وأكد أن قرار الولايات المتحدة سيساعدها وحلفاءها في المنطقة على تحقيق أهدافهم المتعلقة بأمنهم القومي.هجوم ومعارضة
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، هاجم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أمس، تأييد السعودية والبحرين لقرار الولايات المتحدة ضد «الحرس».وقال إن التأييد يفتقر إلى الوعي بحقائق المنطقة وعواقب المغامرات الأميركية وأخطايها الاستراتيجية ضد استقرار وأمن المنطقة.وفي العراق، حذر رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي من ان قرار واشنطن قد تكون له عواقب سلبية على بلاده والمنطقة.وقال عبدالمهدي إن العراق حاول منع القرار، مضيفاً أن «العراق يلتزم مبدأ النأي بالنفس وسيبذل قصارى جهده لتحقيق الهدوء في المنطقة، نظراً لاحتفاظه بعلاقات طيبة مع كل من طهران وواشنطن».وأعربت عدة ميليشيات وحركات عراقية مؤيدة لطهران في مقدمتها «النجباء» عن تضامنها مع «الحرس».وفي أنقرة، انتقد وزيرا خارجية قطر وتركيا الخطوة الأميركية ضد «الحرس الثوري».وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن القرار ليس مفهوما ومتناقض، ومن شأنه أن يؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة.من جهته رأى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن أن قرار واشنطن «لا يعالج المشاكل ويعتبر قراراً أحادياً».وفي الأراض الفلسطينية، نددت حركتا «حماس» و«الجهاد» بالخطوة الأميركية. كما دانت حركة «أنصار الله» اليمنية المتمردة القرار الأميركي.انكماش وتراجع
من جهة أخرى، أظهرت تقارير جديدة صادرة عن كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 6%، وذلك بعد مرور عام من عودة العقوبات الأميركية، حيث تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي في إيران أكثر مما كان متوقعا.ووفقا لإذاعة «فردا» الناطقة بالفارسية من براغ، يقول البنك الدولي إن الناتج المحلي الإجمالي لإيران تقلص بنسبة 3.8% في عام 2019، بينما أكد صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 6% بعد انخفاض صادرات النفط.على صعيد قريب، دفع انهيار العملة الإيرانية أمام العملات الأجنبية، ومن بينها الدولار الأميركي منذ أبريل الماضي، إلى انخفاض معدلات سفر الإيرانيين للخارج بنسبة 45 % خلال أيام أعياد النوروز.وفي وقت يعاني الاقتصادي الإيراني جراء اعادة واشنطن فرض العقوبات، بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق النووي، ألقت الفيضانات التي تضرب البلاد منذ 20 مارس الماضي بظلال على استمرار العديد من الشركات السياحية والفنادق ووكالات السفر.إلى ذلك، أعلن قائد وحدة الطيران في قوى الأمن الداخلي الإيراني تحطم طائرة مروحية تابعة للقوة غرب البلاد بسبب خلل فني.وتسبب الحادث في مقتل قائد المروحية وإصابة ثلاثة من ركابها.في سياق منفصل، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السلطات الإيرانية بالإفراج عن محامية حقوق الإنسان الإيرانية المسجونة نسرين ستودة.