المدينة الحزينة
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
يسرق الازدحام الثمين من وقتنا، فنغدو حبيسي ذلك الصندوق المعدني المقيت– السيارة- لعدة ساعات كل يوم وسط ازدحام شديد وعلى شوارع متهالكة. يبدو "المترو" حلماً بعيد المنال على الرغم من الحاجة الشديدة لتطوير وسائل النقل العام ووجود الموارد الكافية لإنشائه بأسرع وقت. تُقتلع المباني التي غُرست في ذاكرتنا من جذورها وذلك في سلسلة هدم لمسح الذاكرة الجمعية واستبدالها بالمحلات التجارية العملاقة، فتذوب الهوية شيئاً فشيئاً، من سينما السيارات في الأحمدي ومجمع الصوابر السكني في مدينة الكويت إلى بيع قصر دسمان في المزاد العلني!تُمنع الكتب والفنون وتختفي البدائل الجيدة، فينغمس الشعب في الاستهلاك، حيث لا يوجد خيار للترفيه سوى ارتياد الأسواق والمطاعم، وفي ظل كل هذه الأجواء الخانقة يبحث الفرد عن وسائل للتعبير عن استيائه فيعدل عن ذلك خشية "القبض عليه"! فحتى الحسابات الوهمية على "تويتر" أصبح هنالك تهديد لمطاردتها وإزالتها.لا عجب إذاً أننا غير سعداء! فالرخاء المادي ليس كل شيء، وهو حالة مؤقتة لن تدوم طويلاً إذا ما اتكلنا على النفط دون خلق ثقافة إنتاجية.ليس الغرض من هذا المقال الشكوى فحسب، لكن لا يمكننا إنكار هذه الفوضى العارمة، ووجوب الحراك لإحداث التغيير الفعلي بخطوات عملية– سواءً أبدأت من الشعب أو من السلطة- نحو كويت أكثر سعادة.