من كان يتوقع أن تبشرنا حكومتنا في ٢٠١٩م بحملة وطنية للترشيد لاستبدال هوز الماء "بسطل"، والمصيبة أنها بالتنسيق مع الأمانة العامة للتخطيط والتنمية، كما أن الأمين العام للتخطيط يطالبنا بالتكاثر لتعديل التركيبة السكانية، ولا نعلم علاقة تكاثرنا بتنمية الحكومة إلا إذا كانت تعتبرنا "فراخا بياضة" يمكن الاستفادة من بيضنا ليأكله المستثمر الأجنبي بمشروع الجزر.حكومتنا الرشيدة تعثرت في برنامجها الإلكتروني "حكومة إلكترونية" لذلك اقتنعت مؤخراً بأنها لا تفهم في التكنولوجيا ولا التطور الحديث في قضية الترشيد، فقررت أن تعيدنا إلى عبق الماضي الجميل لنستخدم السطل في حياتنا بدلاً من خراطيم المياه والبايبات والخلاطات، وبذلك نكون قد وفرنا كميات الماء التي نسرفها ولا تجف أنهارنا، ونسيت أن مياهها تسحب من البحر، أيضا رأت حكومتنا أن التنمية في تكاثرنا حتى تتعدل التركيبة السكانية التي عجزت عن حلها، ولا أعرف كيف تستطيع حل مشاكلنا، ونحن بهذا العدد، فما بالك في زيادتنا؟
لا أعرف ما علاقة السطل بالتنمية أو حتى الترشيد، كما لا أفهم الرابط بين التنمية وتكاثرنا، ولكني أعلم جيداً أن الحكومة وبعد تراجعنا في التعليم والصحة والبنية التحتية والخدمات، قررت أن تحاكي الماضي، فلا يعقل أن نكون في عام ٢٠١٩م وما زلنا نحمل ملفاتنا لنستخرج رخصة قيادة، لذلك يجب أن نعيش زمننا الحقيقي، وهو زمن السطل والتكاثر.يعني بالعربي المشرمح:لا يمكن أن نعيش زمن التطور والحداثة والعولمة والتكنولوجيا الحديثة ونحن متخلفون عن العالم في كل شيء رغم ثرائنا وتوافر كل عوامل الدولة الحديثة، وهو الأمر الذي جعل حكومتنا الرشيدة التي ما زالت تعيش الزمن القديم في التخطيط والإدارة لتواكب إنجازاتها المتواضعة، وتحاول حل مشاكل العصر الحديث بالطرق القديمة، فجاءت لنا بفكرة السطل!
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: سطل الحكومة وتكاثر الشعب!!
12-04-2019