الكويت وصراع القطط السمان
تمر دولة الكويت في منعطف سياسي خطير سيدخلنا نفقا مظلما لا نعلم كيف نخرج منه، وكل ذلك التخوف من العقلاء والمُطلعين على خوافي الأمور من مصادرها، فنحن نعيش في معركة بين زمرة الفساد وكيان الدولة والمخلصين لها، حيث إن هناك عدة تكتلات اقتصادية مسيطرة على مفاصل الدولة سياسيا واقتصادياً. وهذه التكتلات تخوض حرباً ضروساً فيما بينها كحرب القطط السمان على وجبة عشاء دسمة في ليلة شتاء باردة جداً، همهم الوحيد مصلحتهم وزيادة أرصدتهم سواء باليورو أو الدولار أو الجنيه الإسترليني. لذلك تذكرت تصريح السفيرة الأميركية السابقة عندما قالت الكويت لن تدوم كدولة ليس بسبب عدو خارجي، ولكن لأن أعيانها مشغولون بنهب ثرواتها، وكأنها دولة مؤقتة.
فالدولة يُسيطر على أمورها بعض التجار الجشعين الفاسدين، الذين استفادوا في 7 سنوات 37 مليار دينار في مشاريع يشوبها الفساد كالطرق ومشاكل (الحصى) ومحطة مشرف (وانهيارها) والمطار الذي أصبح حمام سباحة مع أول سقوط للأمطار هذا العام.الكويت بحاجة لمصالحة وطنية لا تستبعد أو تستثني أحداً، يعقبها حكومة إصلاح وطني لا حكومة يتم تشكيلها بالمحاصصة والترضيات، ويفرض ثلثي أعضائها بعض التجار.فالكويت اليوم ليست الدولة التي تمناها وبناها الآباء والأجداد، وذلك بوجود كم تاجر جشع حاولوا تحويلها إلى عزبة، والدليل عندما يتم استجواب وزير من الحضر يفشل في أداء مهام عمله وواجباته تحميه عوائل الحضر ولا يسقط، ولو كان فاسداً أو فاشلاً في أداء عمله، وإذا الوزير المستجوب كان من أسرة الصباح فلن يجد من يحميه من النواب ولو كان من ذرية مبارك العزيزة على كل قلب كويتي مخلص، فيستقيل الوزير لعدم وجود نواب يدعمونه ليحافظ على منصبه، ولو كانت أخطاؤه بسيطة. أنقذوا الكويت كدولة قبل ضياعها وذوبانها، ولا تجاملوا من يحولون أرصدتهم لليورو والجنيه والدولار.حفظ الله الكويت وأميرها وولي عهدها وشعبها من كل سوء ومكروه.