وثيقة لها تاريخ : «بنغلة المرزوق»
ذكر لي العم جاسم حمد الصقر، قبل وفاته، رحمه الله، بعدة سنوات، أن جد والدي سعد بن عبدالعزيز اللوغاني (1850-1945م) كان من تجار التمور الذين كانوا يتعاملون مع والده حمد عبدالله الصقر، الملقب بـ"ملك التمور"، والذي كان يملك أراضي نخيل واسعة جداً في البصرة. قال لي ذلك بعد أن راجع أخاه الأكبر العم عبدالعزيز الصقر، رحمه الله، الذي أكد أن سعد اللوغاني كان يشتري منهم الكثير من التمر، ويقوم بشحنه على سفن شراعية مستأجرة، ويسافر سعد على البواخر الإنجليزية إلى كراتشي وغيرها، ليصل قبل السفن الشراعية ويقوم ببيع التمر هناك. والمعروف أن لبعض الكويتيين أملاكاً ومكاتب في الهند، وبيوتاً ومصالح تجارية، بسبب الارتباط الوثيق بالهند كسوق تجاري كبير يستورد من الكويت ويُصدر لها الكثير من الاحتياجات الهامة. من هذه العوائل أسرة المرزوق الكريمة، التي برز فيها اثنان من التجار الكبار وهما مرزوق محمد المرزوق، الذي كان وكيلاً في كراتشي للشيخ مبارك الصباح، والتاجر الكبير خالد الداود المرزوق، رحمهم الله جميعاً. ومن الوثائق الدالة على ملكية المرزوق لأملاك قيمة في الهند الوثيقة التي أريد أن أعرضها اليوم لكم، وهي عبارة عن وكالة شرعية ورد فيها ذكر "بنغلة المرزوق" في كراتشي، وهي عبارة عن منزل كبير أو قصر صغير امتلكته أسرة المرحوم مرزوق بن محمد المرزوق أثناء استقرارها في الهند. كتب الوثيقة، التي تعود إلى عام 1350هـ/1932م، الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، بصفته وكيل القضاء الشرعي في الكويت، وختم عليها الشيخ أحمد الجابر الصباح رحمه الله وإليكم نصها:"الحمدلله وحده
المقتضي لكتابة هذه الأحرف هو انه قد حضر لدى مجلس الشرع الشريف في الكويت الرجلان العاقلان المقبولة شهادتهما وهما خالد بن داود المرزوق ومحمد بن احمد الغانم فشهدا بلفظ الشهادة المعتبرة شرعا بعد طلبها منهما كلا على حدة بان المرأة العاقلة الرشيدة لؤلؤة بنت يوسف الغنيم بعد معرفتها الشرعية ذاتا واسماً ونسباً أقرت واعترفت أمامها قائلة أني وكّلت من قبلي وانبت مناب نفسي ابني الرجل العاقل فهد المرزوق على بيع حصتي في البنقلة الكائنة في كراجي في المحلة المعروفة (سيون لين) المتصلة إليّ بالإرث الشرعي من زوجي مرزوق وعلى قبض الثمن وعلى كل دعوى وخصومة تقام لي او علي وبالمرافعة والمدافعة وبالإيجار والاستئجار والتقرير والتفريغ باسم المشتري او المشترية وبالثمن الذي يراه موافق وعلى الرهن وفكه وبالاحظار وبالإخطار والتبليغ والتبلغ والتحليف والتحلف وكالة عامة مطلقة...". ولا داعي لإكمال النص، إذ إن بقيته تأكيد على الوكالة الشرعية. والشاهد في هذه الوثيقة هو أن بنغلة المرزوق كانت موجودة منذ أمد بعيد، وأنه بعد وفاة مرزوق بن محمد المرزوق اضطر الورثة إلى التصرف بميراثهم في الهند، مما دفع زوجة مرزوق المرزوق، وهي لولوة يوسف الغنيم، إلى توكيل ابنها فهد بن مرزوق المرزوق على حصتها من إرث زوجها. وإلى لقاء آخر مع وثيقة تاريخية أخرى.