● تنوعت إبداعاتك بين القصة والرواية والكتابة للأطفال... بماذا تنشغلين الآن؟ - أعكف الآن على كتابة رواية "ستي تفاحة"، وهي تتناول فترة قرن كامل منذ عام 1900 حتى عام 1995 تقريباً، مساحة زمنية كبيرة وبها أحداث تاريخية مهمة، وفيها تحولت مصر من الحكم الملكي إلى الحكم الجمهوري، وحدثت ثورات وحروب وهزائم، كما أن لدي مشروع طموح أن أقوم بعمل مؤسسة للطفل، عمل ورش حكي واستضافة، وقراءة، وورش تدريب للموهوبين، وطباعة أعمالهم (أعمال الأطفال).
● بدأت مسيرتك بمجموعة قصصية "حكايات الليل" فماذا عنها وكيف حدث الانتقال للرواية؟- بالفعل كانت "حكايات الليل" أول مجموعة صدرت لي على نفقتي الشخصية عام 1984، أنا وصديق لي، هو 4 قصص، وأنا 4 قصص، أهمها قصة "يوم عاصف"، والتي اعتبرتها البداية الحقيقية لي في السرد، ورغم بساطة المجموعة إلا أنها لاقت نجاحا كبيرا فى الوسط الثقافي وقتها، رغم أنها طباعة فقيرة (ماستر) وتم توزيعها بالمجان على الأصدقاء، ونوقشت في ندوات كثيرة، ونوادي الأدب بالقاهرة والقليوبية والمنوفية. بعد ذلك نشرت مجموعة "تلك القاهرة تغريني بسيقانها العارية"، طبعة خاصة (ماستر) عام 1990، ووزعت على الأصدقاء ولاقت نجاحا أكبر من المجموعة الأولى، بعدها كتبت رواية "حلاوة الروح" عام 2000، وهي بالعامية المصرية، عن شخصيات عشت معها في حي المطرية عن قرب لمدة 17 سنة تقريبا، وكنت أعرف تفاصيل حياتها كاملة، وفى يوم وجدتها تكتب نفسها فى جلسة واحدة، وحاولت نشرها مرات كثيرة فى هيئة الكتاب أو الهلال، ولكن جميع المحاولات فشلت لأنها مكتوبة باللغة العامية، وطبعت المرة الأولى عام 2001 عن دار رؤى بالمحلة الكبرى، والطبعة الثانية عام 2005 عن دار سنابل للنشر والتوزيع، وقد انتشرت انتشارا واسعا، وكتب عنها مقالات ودراسات كثيرة، وندوات ورسالة دكتوراه للمستشرق فرانشيسكو، من إيطاليا.
حكايات الجدة
● رغم هذه السنوات ماتزال حكايات جدتك ونشأتك لها تاثيرها الطاغي عليك، ألا يعد ذلك صحيحا؟ - نعم، فقد ولدت فى حي المطرية بالقاهرة عام 1960، وهو حي شعبي يقع شرق القاهرة، به شجرة مريم التي قيل إنها احتوت السيدة مريم وابنها وهو طفل، وعاشت فترة في حي المطرية، ويوجد بئر مريم، وأرض البلسان وكانت مزروعة بنبات البلسان، وأرض سميكة، ومسلة المطرية الشهيرة، ومسجد المطراوي، وبعد المساجد الأثرية الأخرى، وتعتبر المطرية جزءا مصغرا من مصر الكبرى، حيث بها الآثار الفرعونية، وأرضها كانت أرضا زراعية، وهي قريبة من منطقة عين شمس (جامعة أون القديمة)، فهذا التاريخ العريق، والموقع الجغرافي المتميز عامل جذب لكثير من المهاجرين من القرى بالمحافظات القريبة (المنوفية، الشرقية) أصبح مكانا لصغار الموظفين كذلك، فهى بيئة إبداعية خصبة، وأؤكد أن الذي أثر في تكويني الثقافي والأدبي هي جدتي لأبى رحمة الله عليها، فأنا أنتمي لأسرة ممتدة، كنت أعيش فى المنزل مع جدي وجدتي وعمتي وأبي وأمي، فقد تربيت على الثقافة الشعبية بكل طقوسها وعاداتها وتقاليدها الممتدة منذ آلاف السنين، وخاصة الثقافة الشفهية من حكايات وأمثال شعبية وأغان.● وما تأثير هذه الثقافة الشعبية؟ - دفعتني لجمع كتاب "أغاني وألعاب شعبية للأطفال"، والذي صدر عام 2004 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، سلسلة دراسات شعبية.كلهم أبنائي
● ماذا عن أحب الأعمال لديك؟- أنا أحب أعمالي جميعا، لأن كل عمل منهم له ميلاد مختلف عن الآخر، ولحظات سعادة، ولحظات حزن، وفرحة الانتهاء تختلف من عمل لعمل، رواية "قال لها يا إنانا"، التي صدرت عام 2007، كانت عبارة عن شهادة أدبية طلب مني كتابتها، ووجدتني أكتب رواية قصيرة (نوفيلا) عملا مكتملا في جلسة واحدة، فالنظرة تختلف مع تقدم العمر، حيث (الخبرة، القراءات المتعددة، السفر، حضور ندوات ومؤتمرات). خبرة الكتابة في حد ذاتها تختلف، فالعمل الأول لن يكون مثل العمل رقم 20 أو 30 أو 50، أصبح هناك خبرة كتابية معرفية متجددة، وثقافة واسعة، ورصيد من الكلمات أكبر.● لو عاد بك الزمن، أي عمل كنت تعيدين كتابته؟ - لو عاد بي الزمن سوف أكتب هذه الأعمال، انا لم أفكر فى إعادة كتابة أي عمل لى كتبته من قبل مرة أخرى بصياغة مختلفة، ولكن أكتب عملا جديدا ومختلفا، ويمكن يكون هناك كتابة على الكتابة السابقة مثل رواية "التي رأت"، فهي على نسج رواية "من حلاوة الروح"، الاختلاف في اللغة. الكتابة تأتى إليّ، هي التي تسعى نحوي، وتقول لي اكتبيني، وهناك شخصيات تظل تؤرق راحتي حتى أكتبها، وتفرض وجودها ولغتها مثل شخصية "زنة" في رواية "من حلاوة الروح"، وشخصية "أم جابر" في رواية "التي رأت"، وشخصية "نعمات" في رواية "بيت فنانة" وغيرها كثير، هذه الشخصيات جميعها كتبت نفسها دون تدخل أو تعديل مني كمؤلف للنص.● روايتك الجديدة تعودين فيها إلى التاريخ، ماذا عن علاقتك به؟- أنا من عشاق التاريخ، وأجلس بالساعات أقرأ عن حقب زمنية، أو شخصيات تاريخية دون كلل، فالتاريخ هو الشيء الذي يدفعني دائما للكتابة، خصوصا التاريخ القريب، القرن العشرين الذي ولدت في نصفه الثاني، ودائما يسيطر عليّ وخاصة فترة الستينيات بما لها وما عليه.الكتابة للأطفال
● كيف كان دخولك مجال الكتابة للأطفال؟- الكتابة للأطفال جاءت بالصدفة معي، عندما نفد رصيدي من الحكايات الشعبية التي كنت أحكيها لأولادي وهم أطفال، فأصبحت أؤلف لهم الحكايات في لحظتها، ومن هنا كانت بداية الكتابة للأطفال.● هل اختلفت الرؤية للطفل الآن عن الماضي؟ - نعم، الطفل اختلف كثيرا عن طفل الماضي، ونحن أطفال صغار كنا نصدق كل شىء يقال لنا، ولا نجادل فيه، ولكن طفل اليوم مختلف تماما، فهو يجادل ولا يأخذ الكلام المحكي أو المكتوب أنه صادق تماما.روايات وقصص صفاء
صدر للأديبة صفاء عبدالمنعم في مجال الرواية: "من حلاوة الروح، ريح السموم، في الليل لما خلي، التي رأت، قال لها يا أنانا، ميريت أصفر، مثل ساحرة، بيت فنانة، حافة الروح، دولت هانم". وفي مجال القصة: "حكايات جدتي، تلك القاهرة، بنات في بنات، أنثى الخيال، بشكل أو بآخر، الليالي، الألعاب الخطرة، أحضان بيكاسو، حديث مع كافكا". وفي مجال الكتابة للأطفال: "سفينة الحلوى، حكايات من حلايب، حكايات بسملة، العمة توتة، ضيعة القطط البيضاء، حمزة صائد الوحوش، القطة كوكا".
المرأة بكتف الرجل
عن وضعية المرأة المبدعة في عالمنا العربي تقول صفاء عبدالمنعم: "رغم أن المرأة مازالت تجاهد للوقوف كتفا بكتف بجوار الرجل المبدع إلا أنها أكثر حظا من المرأة المبدعة في زمن سابق. وعن المشهد الأدبي المصري والعربي حاليا تقول: "سعيدة بالنهضة الثقافية في بعض الدول العربية، والحراك الثقافي الذي يحدث هناك، وأتمنى أن أرى في مصر نهضة ثقافية كبيرة مثل فترة الأربعينيات من القرن الماضي والحراك السياسي الكبير".