شهدت القاعة المستديرة بمركز جابر الأحمد الثقافي، أمس الأول، فعالية "حديث الاثنين"، ضمن الموسم الثقافي للمركز، وتمت استضافة مؤسسة "دار الفنون" لوسي توبيليان، في محاضرة بعنوان "Farewell - conversation"، وأدار الحديث الفنان فريد عبدال، بحضور جمع غفير من الأصدقاء والفنانين والمحبين لتوبيليان.

في البداية، رحب عبدال بتوبيليان، والتي عبَّرت بدورها عن سعادتها بالاستضافة، وشكرت مركز جابر الأحمد الثقافي، لإعطائها الفرصة للحديث عن الفن، ومسيرة دار الفنون.

Ad

بعد ذلك، استهل عبدال الحوار بسؤال توبيليان عن بدايتها في المجال الفني، فأجابت بأن حبها للفنون بدأ منذ كانت في الجامعة، حيث درست بعض المواد الفنية، ما جعلها تحب هذا المجال والتعمق فيه، وقد كانت بدايتها بعد ذلك في معرض للفنون بلبنان.

وتحدثت توبيليان عن بدايتها بالكويت في السبعينيات، وقالت إن وجودها هنا فتح لها آفاقا جديدة لم تكن تدركها في السابق، وهو العمل بمجال الفنون بصورة أوسع، وتطوير قدراتها وخبرتها في هذا المجال، حيث لم تكن لديها فكرة عن الفن التشكيلي على المستوى العربي، لكن وجودها في الكويت جعلها تتعرف على أبرز الفنانين العرب.

وتحدثت توبيليان عن تأسيس دار الفنون في عام 1995، والعيش بالكويت لمدة 42 عاما، وقرارها مغادرة البلاد إلى موطنها أرمينيا.

وألقت المتحدثة الضوء على الدور الذي لعبته دار الفنون في ازدهار صناعة الفنون الجميلة بالبلاد، إلى جانب تحدياتها وفرصها، وعلقت توبيليان: "لدي ذكريات رائعة جدا هنا. فخورة بعملي طوال تلك السنوات مع أبرز الفنانين على مستوى الشرق الأوسط، وأيضا مع الفنانين الشباب الكويتيين".

وتضمَّن الحوار رؤية توبيليان في الفن والمعارض التشكيلية، من خلال منظورها، وأيضا تعرف الحضور على أفكارها حول كيفية تقدم هذه الصناعة للأمام مع الجيل الجديد.

من جانبها، قالت الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي إن "وجود توبيليان طوال هذه السنوات في الكويت مكسب كبير للفن الكويتي. وكجمهور أعطتنا فرصة للاطلاع على الأعمال الفنية المهمة والمتنوعة المدارس، وكونت قاعدة جماهيرية كبيرة".

وأضافت البقصمي: "نحن كمتلقين استفدنا من الفرصة التي منحتنا إياها توبيليان، فقد خصصت جانبا كبيرا للمعارض الخيرية، التي تهدف إلى دعم الأطفال ومرضى القلب، كما منحت الفرصة للفنانين الشباب لتقديم أعمالهم".

وتابعت: "لقد كانت لوسي رائعة في إدارة الغاليري، وماهرة جدا في تسويق الأعمال الفنية، وكانت لها إضافة كبيرة، حيث كان المشهد التشكيلي في الكويت حيا، وتوجد به حركة، بفضل اختياراتها الرائعة في المعارض التي تنظمها. للأسف الشديد، سوف تغادر لوسي، أتمنى أن تستمر دار الفنون بتوصيل رسالتها في نشر الفن".

بدوره، أوضح مدير غاليري بوشهري، يحيى سويلم، أنه تربطه بتوبيليان علاقة صداقة وثيقة، فقد سافرا بالسابق إلى أرمينيا عام 1989، قبل الغزو بسنة، وكان الهدف من الرحلة هو الاطلاع على الفن الأرميني، وزيارة الفنانين في ورشهم الفنية، لاختيار مجموعة من الأعمال، لإقامة معرض كبير في الكويت، لكن بعدما حدث الغزو توقفت الفكرة.

وأشار سويلم إلى أنه خلال تلك الرحلة كانت الزيارة الأولى لتوبيليان لأرمينيا.

جدير بالذكر، أن توبيليان هي العضو المنتدب لمعرض دار الفنون بالكويت. ومنذ افتتاح المعرض مع شركائها في عام 1995، نظمت أكثر من 150 معرضا يتمثل دورها الرئيسي في سد الفجوات الثقافية، وتنويع صناعة الفن في الكويت إلى أقصى حد ممكن.