الأسد «يصالح» ظريف... وروحاني يزور دمشق قريباً

• واشنطن: على الإيرانيين مغادرة سورية
• انفجار يستهدف مسؤولاً بالأمن السياسي بقدسيا

نشر في 17-04-2019
آخر تحديث 17-04-2019 | 00:05
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لدى وصوله إلى دمشق في زيارة مهمة تمهّد لزيارة مماثلة للرئيس حسن روحاني، سيتم خلالها توقيع اتفاقات مشتركة.
استهل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، من العتبات المقدسة والصلاة في مقام السيدة زينب، زيارته الأولى إلى دمشق منذ عدوله عن استقالته في 25 فبراير الماضي، احتجاجاً على دعوة قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني الرئيس بشار الأسد إلى طهران لإجراء مباحثات مع المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، من دون دعوته أو حتى التنسيق معه.

وقبل اجتماعه مع الأسد، أوضح ظريف بجلاء مقاصد جولته التصالحية، بقوله: «زيارتي إلى دمشق تركز على التنسيق حول القضايا الإقليمية وتنفيذ الاتفاقيات الموقّعة بين البلدين»، مضيفاً: «سأتوجه إلى تركيا بعد زيارة سورية لبحث الملفات نفسها».

ونشرت وسائل إعلام إيرانية، منها وكالة «إسنا» صورا تظهر ظريف، الذي يرافقه وفد سياسي لبحث المستجدات في الملف السوري، وهو يؤدي الصلاة في مقام السيدة، بحضور نائب وزير الخارجية فيصل مقداد. وعقب ذلك التقى الأسد بحضور وزير خارجيته وليد المعلم، ومستشارته بثينة شعبان، وبعدهم رئيس الوزراء عماد خميس.

وفي بيان مقتضب، أشارت وزارة الخارجية السورية إلى أن المعلم بحث مع ظريف تعزيز علاقاتهما الاستراتيجية في مختلف المجالات وتطورات الأوضاع في سورية والمنطقة، مؤكدة أنهما شددا على «ضرورة استمرار التنسيق والتشاور في المرحلة الحالية وعلى مختلف المستويات».

ووجّه الأسد، الذي اعتمد سفيرين جديدين للهند والبرازيل، دعوة إلى ظريف عقب استقالته بشكل مفاجئ في 25 فبراير الماضي، احتجاجا على زيارة غير مسبوقة إلى طهران رتّبها سليماني والتقى خلالها خامنئي روحاني.

اتفاقات التعاون

وأفادت مصادر مطلعة «الجريدة»، أمس، بأن زيارة ظريف تمهد لزيارة قريبة لروحاني إلى سورية، مضيفة أنه لم يتم تحديد موعد الزيارة، لكنها ستتم على الأرجح في الشهر المقبل، أو بعد شهر رمضان المبارك. وأكدت المصادر أن روحاني سيوقع على اتفاقيات بين طهران ودمشق أبرزها تسليم إدارة ميناء اللاذقية السوري المطل على البحر المتوسط لطهران، على هيئة استثمار طويل الأمد، مقابل إسقاط مديونيات دمشق المستحقة لها.

ووقّع البلدان في أغسطس 2018 اتفاقية تعاون عسكرية تنص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية. كما وقّعا اتفاق تعاون اقتصادي «طويل الأمد» شمل قطاعات عدة أبرزها النفط والطاقة الكهربائية والزراعة والقطاع المصرفي.

وبادرت طهران في 2011 إلى فتح خط ائتماني بلغت قيمته حتى اليوم 5.5 مليارات دولار، خصص أغلبها للتزود بالمشتقات النفطية التي تعاني سورية نقصا حادا فيها، مع سيطرة خصومها على الجزء الأكبر من حقول البترول والغاز ومناجم الفوسفات، التي كانت عائداتها تشكل مصدراً مهماً لإيرادات الخزينة السورية.

غادروا إلى بيوتكم

من جهة ثانية، دعا المبعوث الأميركي لسورية والتحالف الدولي جيمس جيفري في المؤتمر السنوي المشترك الـ37 لمجلس الأعمال التركي الأميركي في واشنطن، «الإيرانيين إلى مغادرة سورية والعودة لبيوتهم»، مشدداً على ضرورة تنفيذ الكثير من أجل العملية السياسية في سورية.

«أستانة 12»

من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن المبعوث الأممي غير بدرسون مدعو للمشاركة في جولة «أستانة 12» المقررة يومي 25 و26 الجاري، مؤكدا إطلاع المشاركين عن العمل الجاري لإنجاح المشاورات الجديدة.

وإذ دعا لافروف، على منتدى التعاون «الروسي - العربي» الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمساهمة أيضا في نجاح اجتماع أستانة المقبل، أشار سيرغي فيرشينين إلى اهتمام عدد من الدول بالانضمام إلى المحادثات، مبينا أن الدول الثلاث الضامنة روسيا وتركيا وإيران تنظر في أمرها.

وفي تطور مهم، تحدثت مصادر دبلوماسية يوم الجمعة عن تمكّن بيدرسون من إقناع الأسد بأسماء أعضاء اللجنة الدستورية الأربعة الذين سبّب الخلاف حولهم عرقلة خروجها إلى النور، مشيرة إلى أنه بعد ذلك ستبدأ عملية طويلة ومعقدة لإعادة كتابة الدستور.

العقوبات والبنزين

وفي جلسة حوارية في معهد تكساس، ربط وزير الخارجية مايك بومبيو رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية عن الأسد بالتسوية السياسية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يدعو إلى عملية انتقالية 6 أشهر، يليها جدول زمني وصياغة دستور جديد وانتخابات حرة فـي غضون 18 شهرا تحت إشراف الأمم المتحدة.

وفي أحدث تداعيات العقوبات، ألزم وزير الأوقاف محمد السيد الخطباء والمدرسين بدعوة أنصار النظام لعدم التزاحم في محطات الوقود عدم تعبئته «لغير حاجة»، والتزام الدور الطابور في الطوابير الطويلة للحصول، خصوصاً على مادة البنزين، التي أصبحت الشغل الشاعل للسوريين. وطالب التعميم بجعل خطبة يوم الجمعة حول هذا الموضوع، شاملا ما سمّاها «قضية ترشيد الاستهلاك»، التي قال إنه قد تمت الدعوة إلى تطبيقها في المساجد بدءا من الثاني من الشهر الجاري.

«سرايا قاسيون»

ميدانيا، انفجرت عبوة ناسفة في سيارة بمدينة قدسيا غربي العاصمة دمشق، مما أدى إلى إصابة سائقها بجروح بليغة. وتبنى تشكيل جديد أطلق على نفسه اسم «سرايا قاسيون» عبر «تلغرام» العملية، موضحا أنه استهدفت شخصا يدعى «أبوالمجد»، يتبع للأمن السياسي، ومسؤول عن عمليات التجنيد في قدسيا، التي يسيطر عليها النظام منذ أكثر من عامين، بعد اتفاق قضى بخروج فصائل المعارضة إلى الشمال.

«سرايا قاسيون» تتبنى استهداف مسؤول في الأمن السياسي في قدسيا
back to top