انتقد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الكلام الأخير لأمين عام «حزب الله» حسن نصرالله معتبراً إياه «في غير محله ولا يخدم مصالح الشعب اللبناني»، نافياً في الوقت نفسه الكلام حول مهادنة «القوات» لحزب الله، مؤكداً أنه «لا مهادنة مع الحزب ولا شيطنة دائمة».وفي حديث مع عدد محدود من ممثلي وسائل الإعلام بينها «الجريدة»، أكد جعجع أنه «لا نقاط التقاء في السياسة بين القوات وحزب الله فهم لديهم مشروع سياسي واضح ونحن لا نتقبل هذا المشروع»، مضيفاً: «ليصبح هناك حوار مع الحزب يجب وجود حد أدنى من القواسم المشتركة وهي غير متوفرة، ومتابعاً: «لا موضوع مطروحاً حالياً وعندما يصبح هناك موضوع يستدعي الكلام نتكلم».
وجدد جعجع موقفه من سلاح الحزب، قائلاً: «لا نعترف به، ونعترف فقط بالسلاح الشرعي داخل الدولة اللبنانية»، لكنه استبعد إقدام الحزب على استفزاز إسرائيل ما قد يؤدي إلى حرب، لافتاً إلى أن «لا مؤشرات تدل على ذلك». وكشف جعجع أن «كل الأفرقاء في لبنان متفقون على عودة النازحين السوريين إلى بلدهم لكن الحل السياسي في سورية قد يطول»، لافتاً إلى أنه «بعد 3 سنوات توصلنا إلى قناعة وهي أن بشار الأسد لا يريد عودتهم للأسباب الديمغرافية المعروفة». وكشف أن «الحل الوحيد هو أن يقبل الروس بإقامة مناطق آمنة على الحدود اللبنانية-السورية من الجهة السورية»، مضيفاً: «هي غير مكلفة والروس قادرون على تنفيذها وليس بإمكان أحد مهاجمتها وبالتالي مصيرها الأمني مضمون». وشدد جعجع على أنه «في هذا الحل تتولى المنظمات الدولية الصرف من خلاله على اللاجئين في المناطق الآمنة»، مجدداً التأكيد على أن «قرار عودة النازحين قرار سيادي لبناني». وأكد جعجع خلال جلسة مع مجموعة من الإعلاميين أمس، أن «الوضع الاقتصادي في لبنان صعب جداً ويحتاج إلى تكاتف جدي وتصرف بمسؤولية»، مشيراً إلى أن «الاجتماعات الحكومية بدأت لدرس ما يمكن فعله بخصوص الأزمة». وقال جعجع إنه ليس مع «التحركات التي تجري في الشارع»، متسائلاً: «لا نعرف لماذا يتحركون». وأضاف: «الحالة الاقتصادية بحاجة إلى معالجة جذرية وأتفهم الناس في الشارع لكن الأمور لا تعالج هكذا، نحن في بداية الهاوية ولا نريد الوصول إلى قعرها». وعما إذا ستقبل «القوات» بالمساس برواتب القطاع العام، قال جعجع: «لا نملك موقفاً من الأمر»، مضيفاً: «طرحنا واضح نحن مع البدء في القطاعات القادرة على التحمل أكثر من غيرها».وعن الانفتاح اللبناني الرسمي على روسيا ومحاولة إدخال موسكو في الزواريب السياسية الداخلية اللبنانية، قال جعجع إن «السياسيين يتصرفون في بعض الأوقات من منطلقات ضيقة وهم بذلك يضرون بلبنان»، معتبراً أن «العلاقات اللبنانية الدولية يجب أن تتماشى مع المصلحة الوطنية». وتساءل: «ماذا يمكن أن تقدم روسيا إلى لبنان؟ أنا مع الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع واشنطن»، مشيراً إلى أن «علاقة القوات بموسكو عادية». ورأى أنه «ليس مقبولاً إعادة رفات جندي إسرائيلي وعدم المطالبة بالمفقودين اللبنانيين في السجون السورية والذين يقارب عددهم نحو 300 حالة.
دوليات
جعجع: لا مهادنة مع «حزب الله» ولا شيطنة دائمة
17-04-2019