لو!
![مسفر الدوسري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1507745577082709700/1507745592000/1280x960.jpg)
فلو أن ما بي بالحصا فلق الحصاوبالصخرة الصماء لانصدع الصخر!ففي "لو" الحب هذه دليل على بلوغ صبر المحب، وقدرته على احتمال أشد وأقسى أنواع الألم في الحب، مما يجعلنا على يقين بأنه على استعداد للموت مرارا وتكرارا في سبيله في "لو" أخرى:لو كنت أعلم أن الحب يقتلنيأعددت لي قبل أن ألقاك أكفانا!إن "لو" هذه تمد لسان السخرية لأقصى ما قد يعدّه الحب للمحب، فإذا كان مصير المحب هو دفع حياته ثمنا، فإن لو هذه على استعداد لأن تقدم حياة تلو الأخرى على طبق من الرضا والقناعة بلا ذرة ندم أو اكتراث لسوء المصير، وباب التحدي هذا الذي فتحته "لو" هذه لها ما يؤكد ومصداقيتها في "لو" أخرى:لو سِيْل أهل الهوى من بعد موتهم هل فرجت عنكم مذ متّم الكربُلقال صادقهم انْ قد بلى جسدي لكن نار الهوى في القلب تلتهبُ! وعلى عكس "لو" هذه التي تفرش الورد في طريق الموت، هناك "لو" التي لها فعل الحياة والقدرة على بعثها من جديد:لو أن راقي الموت يرقي جنازتيبمنطقها في الناطقين حييتُ!فلو هنا قادرة على إعادة الروح بعد طلوعها، إنها لو تلوح ببشائر الحياة حتى بعد الموت، وتتعدد الأبواب التي تفتحها لو الحب، فهناك "لو" الحب الدالة على قلة الحيلة والضعف أمام سطوة الحب وسُلطته:فلو أن نفسي يا بثين تطيعنيلقد طال عنكم صبرها وعزاؤها!و"لو" الدالة على البذل:فلو سألت مني حياتي بذلتهاوجدت بها إن كان ذلك من أمري!و"لو" الدالة على الشجاعة والإقدام واختراع السبل لنيل وصل الحبيب: لو أن ألفاً دون بثينة كلهم غيارى وكل حارب مزمع قتليلحاولتها إما نهاراً مجاهراً وإما سرى ليل ولو قطعت رجلي!إن "لو" الحب لا تفتح عمل الشيطان، بل تفتح أبواب قوس قزح، لتمد بصائر القلوب بمدى بلا حدّ وجنائن من المشاعر بوردها الذي لا يخلو من الشوك!