افتتحت الفنانة التشكيلية عالية النصف مساء أمس الأول معرضها الشخصي الفني الأول تحت عنوان "عشق الحروف"، في منصة الفن المعاصر، بحضور نخبة من الفنانين التشكيليين والجمهور المتابع للحركة التشكيلية الكويتية في مسارها التجديدي الحداثي.وعلى هامش المعرض، قالت الفنانة النصف لـ"الجريدة" إن المعرض بدأ بموهبة وحب للخط العربي، ومع دراسة الخط العربي من خلال التحاقها بأكثر من دورة متخصصة في هذا المجال وبواسطة الممارسة المستمرة.
وبينت النصف أنها ترسم الخط العربي ولكنها ليست خطاطة، وعلقت قائلة: "أنا أعشق الخط العربي وأرسمه بطريقة تعطيني إحساسي بالحرف نفسه، ويعتمد ذلك على الألوان التي اختارها والميديا التي أستعملها، والموضوع هو عشق الحروف كما هو عنوان المعرض".وأضافت النصف أن ذلك هو أول معرض شخصي لها، ولم تشارك في معارض أخرى، وأن هذا المعرض ذو طابع خيري وسيكون ريعه لتعليم الطلبة. وعند سؤالها عن مدى صعوبة المعرض الشخصي، وخاصة أنها لم تشارك في معارض سابقة، قالت: "وجود أبنائي ودعم زوجي لي يجعلان إقامة وتنظيم المعرض الشخصي ليس صعبا، فقد نظموا كل الأمور المتعلقة بالمعرض، وكان دوري هو العمل الفني، وعندما يكون لديك دعم كامل يكون الأمر سهلا". وعن نوعية الخط الذي استخدمته في أعمالها، تقول النصف: "كوفي حديث جاء بطريقة معينة وبتصرف مني حسب رؤيتي الفنية له"، إضافة إلى الألوان التي جاءت في مستويات مختلفة. وأوضحت أن الأدوات التي تستخدمها هي القصة والأحبار وألوان الاكريليك.وأشارت النصف أنها لم تستخدم أية عبارات في لوحاتها، ولكن اللوحات اشتملت على أحرف ماعدا بعض الأعمال التي تتضمن كلمتين، وهما كلمة "كرامة" وتعني بها كرامة الطالب الذي ستقدم له الدعم المادي وأن هذه الكرامة ستكون محفوظة، أما الكلمة الأخرى فهي "إرادة"، وتعني بها إرادة الطلبة في التعليم، الذين سيذهب لهم ريع المعرض.وعند سؤالها عن رأيها في القيمة المادية الكبيرة لبعض الأعمال التشكيلية، علقت النصف: "سعر اللوحة يحدده السوق والمجهود الذي يبذله الفنان، ويعتمد في الأول والأخير على قيمه اللوحة الفنية، وهناك بورصة للفن".من ناحية أخرى، أوضحت النصف أن المجسمات التي عرضت في المعرض من تصميمها، واستخدمت فيها الخشب، والألمنيوم، والزجاج، أما المجسمات الصغيرة فقد استخدمت فيها الرخام. وعن رأيها في الحركة التشكيلية في الكويت تقول: "مصدر اعتزاز وفخر لما وصلت إليه من تطور وإنجاز".وذكرت أنها تأثرت بالفنان حسن المسعودي، وأن الأسلوب الذي يميزها كفنانة هو أسلوب الحداثة برسم الخط والتمتع بجمال انحناءاته ورشاقته، مؤكدة أن "جمال الخط العربي ليس له حدود".جماليات وتجلياتوتعد تجربة للفنانة مميزة أرادت بها إظهار جماليات وتجليات الحروف العربية، وما تتمتع به من رشاقة ومرونة، وقدرة على استيعاب ما يتضمنه التشكيل من عناصر فنية متعددة الجوانب والاتجاهات. ومن خلال عنوان المعرض، فإن المتلقي سيستشرف الملامح الجديدة في تجربة النصف، تلك التي تبدو فيها الصور والمضامين متواصلة فيما بينها من أجل وضع فكرة رئيسية تعتمد على ما تحتويه اللغة العربية من حروف متناهية في العذوبة، وذات أبعاد فنية. وعند إلقاء نظرة سريعة على ما يحتويه المعرض من لوحات فنية ومجسمات سيتراءى لنا المستوى الكبير من الإحساس بالحرف العربي لدى الفنانة، ومن ثم تطويع هذه الأحاسيس لخدمة العمل الفني من أجل الوصول إلى مرحلة متقدمة من الرقي والإبهار. فيمكن ملاحظة الانسيابية والمرونة في استخدام الحروف العربية مثل حرف الكاف مثلا والباء والميم وغيرها، كي تتبين لنا مجموعة من المواضيع التي تروي سيرة اللغة من خلال تماهيها في مستويات فنية عديدة.تجربة ثرية وفي سياق تجربة النصف الثرية بالمواضيع والمدلولات، يمكننا اكتشاف التجديد الذي أينع تألقا وحضوراً في مجمل الأعمال، وهو تألق بات واضحاً من خلال الألوان المستخدمة، تلك التي تتدرج في مستوياتها سواء الأزرق أو الأصفر أو الأحمر، ومن ثم فإن أحجام الحروف كانت موضوعة على أسطح اللوحات بعناية، مما يوحي بأن المعرض يحتوي على مواضيع وأفكار كثيرة، وفي الوقت نفسه، متجددة، وذات أبعاد فنية عميقة.وعشق الحروف، كما هو واضح في عنوان المعرض، بدا متواصلاً بشكل لافت مع عشق الفنون التشكيلية، التي امتزجت مع الحروفيات، لتعطي صوراً حسية متفاعلة مع الواقع والخيال معاً، وفق تصورات فنية ضاربة بأعماقها في الكثير من المواضيع المتعلقة باللغة العربية. هكذا بدت الفنانة في تجربتها الأولى مع إقامة معرض شخصي، كثيرة البحث عن الجديد والمتجدد، من خلال طرحها البناء والثري، في لوحات ومنحوتات هذا المعرض، الذي يثبت أن الفنانة تمتلك موهبة كبيرة في مجالي التشكيل والحروفيات.
توابل
عالية النصف: جمال الخط العربي ليس له حدود
18-04-2019