«لو يشقون هدومهم»
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
الذي صنعته السلطة المركزية في الحالة السابقة أنها ضربت بحكم القانون عرض الحائط، هي لم تتعسف في استعمال حقها لأنه لم يكن لها حق أساساً، هي خالفت القانون ودهست أبسط مبادئ العدل، وضربت لنا مثالاً لصورة بشعة في الظلم.ماذا يفعل هذا (هذه) البدون المحجوز على مقابل عمله دون وجه حق؟ هل يمكن أن يطرق باب القضاء ليستصدر حكماً ضد البنك أو الجهة التي حجبت عنه راتبه؟! هل يمكن أن نتصور الطريق الطويل الذي سيسلكه هذا المظلوم كي ينال حقه من تسجيل صحيفة الدعوى، وقبل ذلك البحث عن محامٍ ليوقعها، ثم إعلانها، وتحديد جلسة لنظرها ثم تأجيلها... إلى آخره من درب ممتد شاقٍّ، عليه أن يسلكه كي ينال أجره البسيط؟! هل هذا معقول ومقبول؟!ماذا لو تصورنا أن هؤلاء العشرة في المئة المنكوبين باستبداد السلطة ذهبوا إلى القضاء لتسجيل الدعاوى التي يريدون بها مخاصمة البنك والسلطة التي حرمتهم، فقالت لهم إدارة ضباط الدعاوى (المكان الذي تسجل فيه الدعاوى): هاتوا بطاقات الهوية كاملة، مثلما اشترط الجهاز المركزي؟ ماذا سيفعل هؤلاء البدون عندئذ؟! هل "يشقون هدومهم" في بلد مركز الإنسانية؟!