وتر كيلرمان أبدع بالموسيقى الإفريقية
أحيا حفلاً مميزاً بدار الآثار الإسلامية شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً
احتضن مركز اليرموك الثقافي حفلا مميزا للعازف الجنوب إفريقي العالمي وتر كيلرمان وفرقته الموسيقية.
ضمن فعاليات الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية، وبالتعاون مع سفارة جنوب إفريقيا لدى الكويت، التقى جمهور مركز اليرموك الثقافي عازف الموسيقى الجنوب إفريقي العالمي وتر كيلرمان (Wouter Kellerman) وفرقته، في أمسية مميزة عنوانها الإبداع.وانصهرت خلال الأمسية الثقافات، وتلاقت المدارس الموسيقية المختلفة على مدار ساعة ونصف أمام حضور من مختلف الجنسيات توافد خصوصا للاستمتاع بما يقدمه كيلرمان، الذي يعد واحدا من أشهر عازفي الموسيقى على مستوى العالم.ولعل اللافت في أسلوب كيلرمان الفريد من نوعه أنه استطاع تحقيق المعادلة الصعبة من خلال تمسكه بهويته وإرثه الفني، الى جانب حرصه على التجديد ومد جسور التواصل مع حضارات أخرى، وهذا ما تجلى على ارض الواقع مساء أمس الأول، عندما عزف وفرقته بالتعاون مع الفنان يوسف بارا والكورال أغنية "غالي غالي لو يبعد" بتوزيع جديد، فكانت المفاجأة التي لاقت استحسان الجمهور.
وتتألف فرقة كيلرمان من 4 عازفين، أبرزهم مطربة الفرقة أليس تبسا التي تحمل ملامح إفريقية رقيقة وصوت رخيم، تستطيع أن تؤدي مختلف الطبقات، وتتنقل بينها بسلاسة، فضلا عن إجادتها العزف على الغيتار، بينما على الدرامز تايلور كاست وعلى الغيتار لاندز.ولمس المتابع للحفل مدى التناغم والانسجام بين كيلرمان الذي أبدع بالعزف على الفلوت وأعضاء فرقته، يكفي أن يتبادل معهم النظرات لتنساب الأنغام من بين أناملهم وتلتقي على مهل قبل أن تتشابك وتشكل معزوفة تنتزع الآهات من قلوب الحضور، فضلا عن تمسكهم بهويتهم، وعكست أزياؤهم، التي تحمل ملامح التراث الافريقي، حرصهم على نقل إرثهم الفني وعاداتهم وتقاليدهم أيضا.
الطريق الطويل
وقدم وتر بمعية الفرقة العديد من الأغنيات المميزة، منها "سمامي" التي شدت بها أليس تبسا، إلى جانب "الطريق الطويل" عزفا على الفلوت والمهداة للرئيس الجنوب افريقي نيلسون مانديلا، وانتقل أيضا للموسيقى الاسبانية، وانتقى مقطوعة قال انها ادخل عليها بعض التعديلات.وبدا واضحا مدى حرص كيلرمان على الحديث بنوع من التفصيل عما يقدمه وفرقته من اعمال، ومن الأغنيات التي لاقت الاستحسان أيضا تلك التي وظف خلالها أحد أعضاء الفرقة الماء كمؤثر صوتي طبيعي قبل أن ينخرطوا في مغامرة موسيقية جديدة.وكانت النقطة المضيئة التي توجت الأمسية عندما دعا كيلرمان الفنان يسوف بارا والكورال لمشاركته وفرقته عزف وغناء "غالي غالي لو يبعد" التي اثارت الحنين داخل الحضور لزمن الفن الجميل، وأكدت سمو الهدف من هذه الأمسيات التي تعتبر فرصة لتلاقح الثقافات، وتؤكد أن الموسيقى لغة عالمية لا تعترف بحدود الزمان والمكان، وأغنية "غالي غالي" كلمات عبدالله الخضير، والحان احمد البابطين، ويقول مطلعها "غالي غالي لو يبعد... مهما يطول الصد".ويعتبر كيلرمان، الحائز جائزة جنوب إفريقيا للموسيقى وجائزة غرامي، واحدا من أبرز عازفي الموسيقى الجنوب إفريقيين، كما يتميز بقدرته على الانتقال من الموسيقى الكلاسيكية الجنوب إفريقية إلى الموسيقى الكلاسيكية الغربية، ومنها إلى الجاز، وهو ثاني مواطن جنوب إفريقي يفوز بجائزة غرامي منذ أن فازت بها ميريام ماكيبا عام 1966.ألبومه الأول
وبعد أكثر من عقد من إصدار ألبومه الأول حاز الفنان وتر كيلرمان جائزة غرامي كأحد الموسيقيين الأوائل الذين يحصلون عليها في جنوب إفريقيا، إذ يحظى وتر بمتابعة عالمية واسعة النطاق، وشعبيته في ازدياد، في ظل حرصه على التوسع في نشاطه، خصوصا بعد تسجيل 7 ألبومات، ومن خلال العديد من العروض الحية البارزة، والتعاون المشترك.وصقل كيلرمان موهبته من خلال التدريب المكثف منذ صغره لتحسين أدائه، مما اكسبه صوتا مميزا وجعله يحقق نجاحات متتالية، ويعتبر تأليفه كلمات الأغنية من أبرز معالم لغة الحب التي تميز أعماله.ويحتفظ كيلرمان في رصيده بالعشرات من الأعمال المميزة، منها "الطريق الطويل"، وهي أغنية منفردة من تأليفه واهداها لنيلسون مانديلا، وحصد بها جائزة السلام العالمي من فئة الموسيقى الصوتية المعاصرة التي تم التصويت عليه من قبل الجمهور، وقدم عرضا خلال حفل اختتام مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 2010، شاهده ما يزيد على 700 مليون مشاهد عبر التلفاز.