في تحدٍّ هو الأول من نوعه منذ اعتراف الولايات المتحدة بضم إسرائيل لهضبة الجولان أواخر مارس الماضي، تعهد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري أمس، بطرد إسرائيل من الهضبة السورية التي احتلتها عام 1967 وقررت ضمها 1981، مضيفاً أن الجنود الأميركيين لن ينعموا بالأمن بأي مكان في العالم. وقال حيدري، خلال مراسم استعراض عسكري بمناسبة "يوم الجيش": "طاردنا الأعداء حتى مرتفعات الجولان، سنصعد الجولان قريباً وننزل الكيان الصهيوني عنه".
وهدد المسؤول الإيراني الأميركيين، قائلاً: "إدراج الحرس الثوري على لائحة الإرهاب سيعرض أمن القوات الأميركية في المنطقة للخطر، ويجعل الجيش الأميركي قوة إرهابية محتلة لن تتمتع بالأمن في أي مكان بالعالم".من جهته، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال مشاركته في الاستعراض الضخم الذي أقيم جنوب طهران أن "القوات المسلحة الإيرانية ليست ضد دول المنطقة ولا ضد مصالحها، وإنما تدافع عن المنطقة بوجه المعتدين".وأضاف: "قوة قواتنا المسلحة هي قوة لدول المنطقة والعالم الإسلامي، وإن كانت هناك مشكلة في المنطقة فإن السبب فيها يعود إلى الصهيونية أو الاستكبار العالمي".ودعا إلى "التكاتف والتضامن في المنطقة لدحر الصهيونية التي تمارس الإجرام منذ 70 عاماً ليصل الشعب الفلسطيني، والشعوب الأخرى في المنطقة إلى حقوقهم التاريخية".وجدد انتقاداته لإدراج الولايات المتحدة "الحرس الثوري" على لائحة الإرهاب، وقال: "أميركا تغضب من كل قوة لا تركع لها أو تمنعها من بلوغ أهدافها. والقوة التي أحبطت الدور الأميركي المشؤوم في المنطقة هي القوات المسلحة الإيرانية وعلى الأخص الحرس الثوري".إلى ذلك، هدد نائب المدعي العام الإيراني جواد جافيدنيا، بحظر موقع "انستغرام" للتواصل الاجتماعي، بعد حذفه صفحات العديد من المسؤولين الإيرانيين الحاليين والسابقين، عقب تصنيف واشنطن الحرس الثوري منظمة إرهابية عالمية.وقال جافيدنيا في مقابلة مع وكالة "فارس"، إنه لم يبق أمام إيران إلا أن تحظر "انستغرام"، لأنه "لا يحترم قوانين البلاد"، حسب تعبيره.وأوضح نائب المدعي العام الإيراني أنه "يجب أن يتم نقل خوادم برامج الإنترنت وقواعد البيانات الخاصة بهم إلى داخل البلاد، وفقاً لقوانين الفضاء الإلكتروني، وهم ملزمون بالامتثال لقانوننا".وكان موقع "انستغرام" حذف صفحات تابعة للحرس الثوري الإيراني، وقادته بما فيها صفحة قائده محمد علي جعفري، وكذلك قاسم سليماني قائد فيلق القدس، إلى جانب صفحة علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية.
تقرير وخلافات
في هذه الأثناء، ذكرت خمسة مصادر مطلعة أن تقريراً جديداً لإدارة الرئيس دونالد ترامب بخصوص الالتزام الدولي باتفاقيات الحد من الأسلحة أثار نزاعاً حيث تخشى وكالات المخابرات الأميركية وبعض مسؤولي وزارة الخارجية أن يضفي التقرير طابعاً سياسياً على التقييمات الخاصة بإيران ويشوهها.وظهر النزاع بين المسؤولين الثلاثاء الماضي عندما نشرت وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني ثم أزالت نسخة غير سرية من تقرير سنوي إلى "الكونغرس" يقيم الالتزام باتفاقيات الحد من الأسلحة، اعتبرت المصادر أنه يشوه إيران بعد يوم من إدراج واشنطن الحرس الثوري الإيراني بقائمة المنظمات الإرهابية.وجاء نشر التقرير بعدما صنّفت الإدارة الأميركية رسمياً الحرس الثوري الإيراني يوم الاثنين منظمة إرهابية أجنبية.وقالت عدة مصادر، إن التقرير، الذي نشر مجدداً، أمس الأول، دون تفسير جعلهم يتساءلون ما إذا كانت الإدارة تصور طهران في أسوأ صورة ممكنة، مثلما استخدمت إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش معلومات مخابرات زائفة ومبالغاً فيها لتبرير غزو العراق في عام 2003.ودافعت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية عن الرأي الخاص بإيران وقالت في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه يعتمد على "تقييم دقيق لكل المعلومات ذات الصلة".وذكرت الوزارة أن التقرير نُشر وفاء بمهلة إلزامية، إذ كان يتعين عرضه على "الكونغرس" بحلول 15 من أبريل الحالي. وأوضحت المتحدثة أن نسخة أشمل غير سرية ستُقدم بعد اكتمال مراجعة لتحديد المعلومات التي يمكن نشرها من التقرير السري.إغفال وتركيز
وأغفلت النسخة غير السرية توضيح التزام عدة دول من بينها روسيا وسورية وكوريا الشمالية بمعاهدات رئيسية للحد من التسلح. وتضمن التقرير بدلاً من ذلك جزءاً من خمس فقرات لم يتطرق بالذكر إلى تقييمات لأجهزة المخابرات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران أنهت برنامجاً للأسلحة النووية في عام 2003 وتمتثل لاتفاق أبرم في عام 2015 فرض قيوداً على برنامجها النووي المدني.وجاء في هذا الجزء أن احتفاظ إيران بأرشيف نووي كشفت عنه إسرائيل العام الماضي أثار تساؤلات بشأن احتمال وجود خطط لدى طهران لاستئناف برنامج للأسلحة النووية.وأضاف أن أي مسعى من هذا القبيل من شأنه أن ينتهك معاهدة حظر الانتشار النووي، وهو ما ينطبق على احتفاظ إيران بمواد نووية غير معلنة رغم أن التقرير لم يقدم أي أدلة على فعل طهران لأي من الأمرين.ورأى مساعد في "الكونغرس"، طلب عدم الكشف عن اسمه مثلما طلبت المصادر الأخرى، أن التقرير "يراكم الاستنتاج فوق الاستنتاج هنا في محاولة لخلق صورة مخيفة". وأضاف أنه عند حذف معظم المحتوى العادي منه سيصبح التقرير إلى حد بعيد عن إيران.وذكر المصدر "توجد مخاوف شديدة من أن الهدف الإجمالي، كان المساعدة في إيجاد مبرر لتدخل عسكري في إيران بشكل يبدو مألوفاً جداً".وقالت ثلاثة مصادر، إن التقرير المؤلف من 12 صفحة، بالمقارنة مع 45 صفحة في العام الماضي، يعكس خلافاً بين يليم بوبليت وهي مساعدة لوزير الخارجية مكتبها مسؤول عن صياغة التقرير، ورئيستها وكيلة الوزارة أندريا تومسون.وأفاد مصدران بأن بوبليت سعت لإضافة معلومات مثل قصص إخبارية ومقالات رأي في التقرير، الذي يعتمد عادة على تحليلات قانونية لتقارير المخابرات الأميركية.ويكثف ترامب حملة لاحتواء نفوذ طهران في الشرق الأوسط، في حين أثار مخاوف من أن تكون إدارته راغبة في الإطاحة بحكومة طهران أو تمهد لتبرير عمل عسكري.بنزين إيران
على صعيد آخر، يترقب الشارع الإيراني الذي يعاني من ارتفاع تكلفة المعيشة جراء العقوبات الأميركية الاقتصادية تحديد سعر البنزين بالموازنة المالية للعام الحالي. فمن ناحية، يعارض البرلمان رفع السعر، ومن ناحية مقابلة، يتحدث رؤساء السلطات عن ارتفاع أسعار البنزين.ويأتي هذا بعد كشف تقرير لوكالة "فارس" أن مجلس التنسيق الاقتصادي للسلطات أوصى بوضع سعرين للبنزين وإعادة تحصيصه ابتداء من الشهر المقبل لمواجهة ارتفاع الاستهلاك والتهريب لدول الجوار.