اتفقت السعودية والعراق على التعاون في مجالَي الأمن والاستخبارات، حسبما أعلن وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، أمس، في حين ناقش ملتقى الأعمال العراقي ـــ السعودي، الذي انعقد في الرياض بحضور رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي وكبريات الشركات السعودية، موضوع تزويد المملكة للعراق بالكهرباء، وهو أمر حساس مع اقتراب فصل الصيف، وكذلك بسبب اعتماد العراقيين على إيران لتزويدهم بالكهرباء.
الإرث التاريخي
وغداة اللقاء بين عبدالمهدي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أكدت السعودية والعراق، في بيان أمس، أهمية استثمار الإرث السياسي والتاريخي بينهما. ولفت البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إلى أن زيارة عبدالمهدي شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، في إطار مجلس التنسيق السعودي العراقي.وذكر أن الملك ورئيس الوزراء العراقي أكدا «أهمية استثمار الإرث السياسي والتاريخي والديني، وتعزيز العلاقات انسجاماً مع توجه القيادتين»، مشيراً إلى أن ولي العهد اتفق مع عبدالمهدي على «مواصلة التشاور والتنسيق، بما يعزز وحدة الصف العربي والعمل العربي المشترك».وتم على هامش الزيارة عقد الاجتماع الأول للجنة الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية، برئاسة وزيري خارجية البلدين.وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان، أن «رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي ترأس ملتقى الأعمال العراقي السعودي الذي عقد أعماله في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في العاصمة الرياض».وأضاف أن «اللقاء حضره رئيسا المجلس التنسيقي العراقي ـــ السعودي، ثامر الغضبان وزير النفط العراقي، وماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار السعودي، وأعضاء الوفد المرافق لرئيس مجلس الوزراء وكبريات الشركات السعودية التي قدمت عروضها للتعاون مع العراق في مختلف المشاريع الاقتصادية والصناعات والكهرباء وتحلية المياه والمعادن والطاقة والتدريب».ولفت البيان الى أن «الجلسة تناولت التعاون في مجالات الطاقة والبتروكيمياويات وإنتاج وتوزيع الكهرباء وإصلاح الشبكات وصناعات النفط والغاز وتحلية المياه والتعدين والتأهيل والتدريب»، مبيناً أن «كبرى الشركات السعودية ارامكو وسابك ومعادن واكواباور قدمت عروضا تفصيلية عن مجالات تعاونها مع القطاعين الخاص والعام العراقيين».الحجاج
من ناحية أخرى، قال المكتب الإعلامي لعبدالمهدي إن الأخير «طالب خلال لقائه المسؤولين السعوديين بزيادة حصة العراق من الحجاج لتعويضه عن عدم استيفاء حصته لعقود طويلة، ولزيادة عدد سكان العراق بشكل كبير دون تعديل الحصة حسب نسبة عدد سكان العراق».وأضاف البيان، أن «قيادة المملكة ووزارة الحج السعودية وعدتا بالتعامل الايجابي مع الطلب العراقي»، مبيناً أنه «من المتوقع أن تصل حصة العراق وفق المعايير أعلاه إلى خمسين ألف حاج في الموسم المقبل».وأكد رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية كاظم العقابي ومحافظ هيئة الجمارك السعودي احمد عبدالعزيز الحقباني، خلال لقائهما أمس، على تنفيذ مشروع منفذ عرعر الحدودى بموعده المقرر. وقال مدير العلاقات في الهيئة العراقية علاء الدين القيسي إن «الجانبين تباحثا في مشروع منفذ عرعر الحدودي ونسب الانجاز المتحققة والتي بلغت نحو 20 في المئة من المشروع».وأضاف القيسي: «تم تأكيد ضرورة استمرار المتابعة الحثيثة من أجل انجاز المشروع بموعده المقرر في شهر نوفمبر المقبل»، مبينا أن «الجانب السعودي تفهم الاسباب الحقيقية في حجم إمكانية فتح المنفذ في شهر يونيو المقبل من خلال استخدام ساحات التبادل التجاري الموجودة في الجانب السعودي». وتابع أنه «تم التباحث بأهمية فتح منافذ جديدة مع المملكة وخاصة فيما يتعلق بموضوع فتح منفذ جميمة الحدودي الواقع ضمن محافظة المثنى».مجلس التعاون
إلى ذلك، أكد رئيس عبدالمهدي أهمية مجلس التعاون الخليجي بالنسبة إلى العراق، وأمن واستقرار المنطقة، خلال استقباله الأمين العام لمنظمة مجلس التعاون لدول الخليج عبداللطيف الزياني في الرياض، لافتاً إلى أن المجلس لديه «الإرادة السياسية والرغبة الجادة» للتعاون مع العراق.ونقل بيان عن عبد المهدي أن «مجلس التعاون الخليجي مهم بالنسبة للعراق، وأن التعاون والعلاقات الاقتصادية يجب ان تتقدم نحو الافضل»، مؤكدا أن «العراق حريص على العمل ضمن بيئته العربية والإسلامية، وإقامة علاقات متوازنة تخدم مصالح شعوبنا، ويهمنا أن يكون محيطنا مستقرا ومزدهرا، ولدينا الكثير من المشتركات التي تجمعنا وننطلق منها لبناء الثقة وتجاوز الخلافات وإيجاد مناخات جيدة للتعاون».من جهته، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي «توفر الارادة السياسية والرغبة الجادة لدول المجلس للتعاون مع العراق وتحقيق عمل مشترك ومتكامل، والسعى لبناء علاقات متميزة مع العراق»، مضيفاً: «اطمئنكم أن اخوانكم بمجلس التعاون على استعداد تام لمد جسور التعاون مع العراق ودعمه، ولدينا رغبة كبيرة في العمل على تعزيز الامن والاستقرار والتعاون الاقتصادي، وهناك ارتياح لدينا لاستقرار العراق ولتوجهات الحكومة العراقية ومواجهتها للتحديات بمسؤولية وحكمة وتعاون».