الحرب والإبداع!
![عبدالهادي شلا](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1599156177023124700/1599156222000/1280x960.jpg)
وللحرب علاقة بالإبداع، حين يوثقها المبدع على شكل قصيدة أو كتاب أو لوحة أو قطعة موسيقية في نشيد انتصار يمجده وهو يظن أنه يقدم خدمة إنسانية لأمته. أو بشكل آخر حين يأخذ نتائجها يوثق تفاصيلها المرعبة، فتبقى ذكراها عالقة في الوجدان والخيال تثير في القلوب سؤالا محيراً وأمنيات بأن تزول هذه الدوافع الكامنة في نفس بعض البشر الذين يرون في الحروب مكاسب وسيطرة على مقدرات الضعفاء أو حتى منافسة آخرين من الأقوياء، وأن يحل مكانها قصائد حب ولوحات فرح وقصص تثير كوامن الجمال في الروح وتنشط غرائز خاملة في النفس، وتحث على العطاء والتآخي والتسامح.ومن بلاغة ما قاله المبدعون في الحرب: "الحرب نتائجها لا تُحدد من كان مُحقا، إنما تُحدد من بقي حياً، وأنها مأساة يُسخر لها الإنسان كل ما لديه من إمكانات وقدرات ليلحق بنفسه سوءا لا يمكن تصوره".الحقيقة أن الحروب وويلاتها لم تترك للمبدع مجالا للتخلي عن رسالته الإنسانية بل زادت على كاهله مسؤولية أن يبقى صامدا في الجهة المضادة لها ينبذها بكل وسائل الإبداع، وقد يكلفه هذا الكثير من المشقة ويسبب له العداء من قبل دُعاتها والمستفيدين من مخلفاتها. هناك نوع من الحروب تفرض على الإنسان لأسباب دفاعية عن النفس أو الوطن وهي حروب مشروعة مهما كانت نتائجها لأن الإنسان مأمور بها وهي واجب اجتماعي في أسوأ تعبير لها تستدعيها النخوة ورفض الضيم، ولا بد منها فقد قالت العرب: الأرض كالعــِرض نموت دونها! ستبقى الحرب قائمة حتى قيام الساعة بين التناقضات في النفس الإنسانية، وسيبقى المبدعون يتصدون لوجهها الكريه ببث روح القيم الإنسانية الرفيعة والسامية لأنهم يعرفون أثرها في النفس الخلاقة والمعطاءة التي تحتاجها الحياة ليسعد الإنسان بما فيها من خير ونماذج الإبداع كثيرة لا تحصى.* كاتب فلسطيني- كندا