أقامت منصة الفن المعاصر (كاب)، في مقرها بمجمع لايف سنتر في منطقة الشويخ، ندوة بعنوان "رحلتي بين اللون والحجر"، للفنان سامي محمد، وحاوره الروائي إبراهيم فرغلي.وقال الفنان سامي محمد، في حديثه: "أنا كنحات إذا فكرت في نحت قطعة فنية، فإنني أحاول، بشتى الوسائل، اصطياد الومضة التي توصل للمشاهد أنه يقف أمام تمثالي، وأن يتمعن المتلقي في العمل، لا أن يمر أمامه ويذهب".
وتابع: "النحت مجسم غامض يختلف عن اللوحة، فهي مسطحة، أما في النحت، فأنا أقوم ببناء التمثال وأعمل عليه، وأقوم باستكماله، فالناحية التقنية موجودة لديَّ، فأستطيع أن أبني التمثال بسرعة، وإعادة تشكيله بسرعة أيضا، وعادة إذا صنعت التمثال من طين أو جبس أقوم باستكماله، وفي اليوم التالي إذا لم يعجبني التمثال أقوم بتكسيره وبنائه من جديد"زوأضاف: "لا أقوم بصب العمل إلا إذا كنت متأكدا أن هذا المجسم سيقوم بتوقيف الناس أثناء المعرض، لكن في اللوحة هناك مجال كبير أن يأخذ الفنان ويعطي بنفس اللحظة، فهناك عوامل تساعدك، منها اللون والخط".
«الرحيل»
وسأل فرغلي الفنان سامي محمد عن سبب تسميته معرضه الأخير بـ"الرحيل"، فأجاب: "إنها المصيبة التي حلَّت علينا في الوطن العربي، وهي الثورات، وأنا أحد المعنيين بأن أضع نفسي في هذا الحدث، لأنني فنان، وأقوم بتسجيل أحداث مرَّت، لذلك لابد أن أسجل الأحداث المأساوية التي مرت على الوطن العربي، ومن حق كل فنان أو أديب أن يسجل هذه الأحداث، فالفنان والأديب هما مرآة العصر، فهما من يدونان ويسجلان".وأوضح أنه يهدف في معرض "الرحيل" إلى تسجيل ما حدث في المنطقة العربية، كما "أنني أحد من مروا بمشكلة الغزو، الذي عانينا وتألمنا نتيجته، وقد دوَّنت ذلك في مواضيع اشتملت على جوانب حقيقية، وعلى الخيال أيضا".وأوضح الفنان سامي محمد، أنه بدأ بالكرسي، الذي "هو سبب المصائب كلها، فهو مركز للصراع والنزاع، وسبب رئيس في هلاك الأمة"، لافتا إلى أن "الوصول للكرسي صعب، والدفاع عنه أصعب، والبقاء عليه يُعد الأصعب"، مشيرا إلى أنه لم يضع الكرسي في كل أعماله بالمعرض، لكنه وضع رموزا وأشياء توصل للهدف الذي يريده، وعلق: "الألوان في بعض اللوحات أمر مهم جدا". من ناحية أخرى، ذكر الفنان سامي محمد أنه يقوم بعمل "Figure" في اللوحة والتمثال، و"آن الأوان أن أنتقل إلى مرحلة جديدة في حياتي، وأقوم بترجمتها إلى أبسط ما يكون، على أن أظل محافظا على المبدأ الذي بدأت به منذ 40 عاما، فأنا اشتغلت على معاناة الإنسان في كل تماثيلي ولوحاتي".من جهة أخرى، تحدث الفنان سامي محمد عن رحلته إلى مصر، وأنها كانت سفرته الأولى، وعن أستاذه جمال السجيني، الذي عرف في ذلك الوقت بتطوير النحت، "كنا محظوظين أن يكون السجيني أحد أساتذتنا"، أما محمود مختار فقد كان هو الركيزة والأساس في النحت المصري". واستذكر رحلته إلى أميركا، لافتا إلى أنها كانت شيئا آخر بالنسبة له، حيث اطلع على عالم يختلف تماما عما كان به، مشيرا إلى أن فترة السبعينيات احتوت على "installation"، والكثير من التجريد. وذكر أنه طوال فترة إقامته بأميركا كان يزور المعارض، ويحتك ويتبادل الآراء مع الفنانين الكبار والذين لهم باع طويل، والتقى النحات جورج سيجال، أحد مطوري الفن الأميركي. وتابع: "الفن هو عالمي، الفن يقرأ في كل العالم، وأي مكان تضع اللوحة فيه يقوم الأشخاص بقراءتها، والتمثال كذلك".وعن مستقبل النحت، قال الفنان سامي محمد: "أتمنى أن يحقق رواجا مثل ما بدأنا في الستينيات والسبعينيات، وأن يكون المستقبل أفضل للنحت".