شهدت العاصمة الليبية طرابلس، أمس، أعنف اشتباكات في جنوبها، وذلك غداة اتصال بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقائد «الجيش الوطني الليبي» المشير خليفة حفتر.وأعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، أمس، بدء هجوم مضاد في جنوب طرابلس، في حين كشفت قوات «الجيش الوطني» عن تقدمها في العاصمة.
وقال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق، رضا عيسى، إن «قواتنا بدأت، بعد عملية تنسيق، هجوماً واسعاً»، وخصوصاً على جبهات وادي الربيع والسواني وعين زارة جنوب العاصمة.ورفض محمد قنونو، وهو متحدث آخر باسم القوات، تقديم المزيد من التفاصيل، بيد أنه أشار إلى شن 7 غارات جوية على مواقع للجيش الوطني، وخصوصاً في جنوب غريان، التي تبعد مئة كلم جنوب طرابلس، وضد قاعدة الوطية الجوية الأبعد بخمسين كيلومتراً.في المقابل، أعلن مكتب الإعلام في «الجيش الوطني» أن قواته «تبسط سيطرتها على عدة مواقع جديدة في محاور القتال بالعاصمة طرابلس»، مضيفاً أن «قواتنا تتقدم... في حين تنسحب ميليشيات الوفاق، وتتقهقر في جميع المحاور»، في وقت أشار إلى وصول تعزيزات عسكرية إلى مختلف محاور القتال «لحسم المعركة في أقرب وقت». وخلّفت المعارك التي بدأت قبل أسبوعين 213 قتيلاً على الأقل، وأكثر من 1000 جريح.
وكشف الإعلان المتأخر للبيت الأبيض مساء أمس الأول عن اتصال الرئيس ترامب شخصياً مع حفتر، الخطوط العريضة للعبة الدولية التي تبدو فيها واشنطن وموسكو في صف واحد، مجازفتين بذلك بتهميش دور الأمم المتحدة في ليبيا.وبينما كانت بريطانيا تقدم مشروع قرار لوقف إطلاق النار ينتقد الهجوم على العاصمة، تحدث الرئيس ترامب في اليوم نفسه إلى حفتر عن «رؤية مشتركة» لمستقبل ديمقراطي لليبيا، بحسب البيت الأبيض.وأرفق الدعم الواضح لرجل الشرق الليبي القوي على حساب السراج رغم اعتراف الأسرة الدولية به كسلطة شرعية وحيدة، بإشادة «بالدور المهم لحفتر في مكافحة الإرهاب، وضمان أمن الموارد النفطية في ليبيا»، حسب بيان الرئاسة الأميركية.ويرى خبراء أن إشادة ترامب بالمشير دليل على دعم أميركي يفسر تصميم حفتر على مواصلة هجومه للسيطرة على العاصمة، بينما تتهم طرابلس فرنسا بتقديم دعم لحفتر.