تزامنا مع إعلان زيارة مرتقبة لوفد من المجلس العسكري الانتقالي في السودان لواشنطن، جدد رئيس المجلس الفريق الركن عبدالفتاح البرهان، أمس، التزام المجلس بنقل السلطة إلى المدنيين تلبية لمطالب آلاف المتظاهرين، دون تحديد موعد، وأضاف أن المجلس سيرد خلال الأسبوع على مطالب قادة الاحتجاجات.
المعارضة
وقبل تصريحات البرهان، في أول مقابلة تلفزيونية له منذ إقالة سلفه بعد أقل من 24 ساعة من توليه رئاسة المجلس العسكري، عقب الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، اتهمت، أمس، المعارضة المجلس العسكري بالحيلولة دون تسليم السلطة إلى مدنيين، ودعت الى الاحتشاد في ميدان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش «حتى اقتلاع النظام».وعلقت قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية (تحالف يضم تجمع المهنيين السودانيين مع خمس قوى معارضة)، أمس، المفاوضات مع المجلس العسكري غداة اجتماع بينهما.ووضعت المعارضة ثلاثة مطالب فورية لاستئناف التفاوض من جديد هي الاعتراف بقوى الحرية والتغيير كممثل للحراك الثوري، وتسليمها السلطة لتعمل على تشكيل مجلس رئاسي فوري.وطالبت أيضا بإبعاد ثلاثة من عضوية المجلس العسكري، قالت إنهم «يتبعون للنظام المخلوع»، وهم رئيس اللجنة السياسية في المجلس العسكري عمر زين العابدين، ومدير الأمن جلال الدين الشيخ، وعضو المجلس الطيب بابكر.وأفاد بيان صادر عن «قوى الحرية والتغيير» بأن «قوى الحرية» التمست في اجتماعها ليل أمس الأول، مع المجلس العسكري، عدم الاعتراف بها كممثل للحراك الثوري، وأشارت إلى محاولات المجلس إعادة «النظام البائد للسلطة عبر إشراك أتباع السلطة السابقة في ترتيبات الفترة الانتقالية».وأضاف البيان: «هناك محاولات من المجلس العسكري لفرض توافق ناعم مع ذيول النظام السابق في تشكيل السلطة المدنية، عبر تشكيل لجنة تنسيقية تعيد هزل مسرحية الحوار الوطني للنظام البائد».وشدد على موقف قوى الحرية في تشكيل مجلس رئاسي بتمثيل محدود من الجيش، متهما المجلس العسكري بالالتفاف ومحاولة إحياء النظام السابق واعادة عناصره للسلطة.الأئمة والدعاة
وكان رئيس اللجنة الفئوية الاجتماعية بالمجلس العسكري، الفريق أول ركن طيار صلاح الدين عبدالخالق، أثناء لقائه أمس، الأئمة والدعاة في الخرطوم، أكد أن «القوات المسلحة ظلت طوال تاريخها جزءا أصيلا من الشعب السوداني تحمي قيمه ومكتسباته». وأشار عبدالخالق إلى أن «حرمة الدماء كانت من أسباب وقوف الجيش إلى جانب المحتجين المطالبين بعزل عمر البشير عن الحكم، والثورة جاءت لظروف اقتصادية قاهرة».توقيفات
وفي خطوة قد تعزز المجلس العسكري، الذي يواجه ضغطا متزايدا من قبل المحتجين، اعتقلت السلطات عددا من كبار مسؤولي «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم، الذي كان يتزعمه الرئيس السابق عمر البشير.وأكد مصدر في «المؤتمر الوطني» ان السلطات ألقت القبض على رئيس الحزب المكلف احمد هارون، والنائب الأول السابق لرئيس الجمهورية علي محمد، ومساعد رئيس الجمهورية عوض الجاز، والأمين العام للحركة الاسلامية الزبير حسن، ورئيس البرلمان السابق أحمد الطاهر.وأضاف المصدر أن السلطات وضعت كلا من رئيس البرلمان ابراهيم عمر، ومساعد رئيس الجمهورية السابق نافع نافع رهن الإقامة الجبرية.وفي إعلان آخر، قرر المجلس العسكري إحالة جميع من هم برتبة فريق بجهاز الأمن الوطني والمخابرات، وعددهم ثمانية، للتقاعد في إطار عملية إعادة هيكلة الجهاز.البشير
في غضون ذلك، كشف مصدر طبي سوداني، لوكالة «الأناضول»، أمس، أن «الرئيس المعزول أصيب بجلطة خفيفة قبل أيام، حيث تلقى العلاج بأحد المستشفيات قبل إعادته إلى مقر إقامته الجبرية ببيت الضيافة في الخرطوم».وأضاف المصدر، وهو أحد المشرفين على علاج البشير، أن «الحالة الصحية للأخير بعد العلاج من الجلطة مستقرة الآن، لكن حالته النفسية تتدهور باستمرار»، متابعا: «البشير يرفض تناول الطعام وتعاطي الأدوية، وتتم تغذيته على المحاليل الوريدية بالقوة».وأعلنت السعودية والإمارات، أمس، تقديم دعم مالي قيمته 3 مليارات دولار للسودان.وأفاد بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بأن البلدين «سيقدمان حزمة مشتركة من المساعدات، يصل إجمالي مبالغها إلى 3 مليارات دولار، منها 500 مليون من البلدين كوديعة في البنك المركزي لتقوية مركزه المالي، وتخفيف الضغوط على الجنيه السوداني، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف». وأضاف البيان: «كما سيتم صرف باقي المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق، تشمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية».