فضائح ترودو تقوّض قيادة كندا بشأن فنزويلا
![ريل كلير](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583775118225578100/1583775132000/1280x960.jpg)
وفي مطلع فبراير اجتمع وزراء خارجية مجموعة ليما في أوتاوا لمناقشة مستقبل فنزويلا والاستماع إلى إعلان كندا تخصيص عشرات ملايين الدولارات للمساعدات الأجنبية، وشارك زعيم المعارضة الفنزويلي خوان غوايدو في هذا اللقاء بواسطة تصوير الفيديو. أما ترامب ومساعدوه الذين يدقون طبول الحرب، فتغيبوا عن هذا اللقاء رغم اهتمامهم بالموضوع، وكان هذا الغياب متعمداً، نظراً إلى تاريخ التدخلات الأميركية في أميركا اللاتينية وافتقار ترامب إلى الشعبية في هذه المنطقة، حيث ولّدت قيادة البيت الأبيض بشأن أزمة فنزويلا خليطاً من ردود الفعل والنتائج، لكن ترودو لا يواجه عبئاً مماثلاً، ونتيجة لذلك شكّلت كندا لاعباً أساسياً لم يحظَ بالتقدير المناسب منذ بداية حملة الضغط على مادورو.بعدما فاز مادورو بولاية ثانية في انتخابات غير نزيهة في مايو رفضت كندا النتائج التي اعتبرتها فريلاند "صورة هزلية عن الديمقراطية"، وقبل حفل تسلم مادورو السلطة في يناير، انضمت كندا إلى إعلان صدر عن مجموعة ليما رفض رسمياً ولاية مادورو الثانية، وطالب بانتخابات جديدة، وهدد بفرض عقوبات، ودعا مادورو إلى الاستقالة.عندما أعلن رئيس الجمعية الوطنية غوايدو نفسه رئيساً مؤقتاً بعد أيام، مستنداً إلى مادة في الدستور بشأن الفراغي الرئاسي، سارعت كندا إلى دعمه، دافعةً دولاً كثيرة حول العالم إلى القيام بالمثل والاعتراف بغوايدو. تعتبر اليوم عشرات الحكومات الديمقراطية غوايدو قائد فنزويلا الشرعي، بما فيها بريطانيا العظمى، وفرنسا، وألمانيا، ولكن في تلك المرحلة كان قرار كندا جريئاً وبالغ الأهمية لأنه شكّل تعبيرا عن دعم من إحدى الديمقراطيات الأكثر احتراماً في العالم ودليلاً على أن غوايدو لم يكن مجرد دمية أميركية.ترودو يُعتبر أحد القادة الليبراليين القلائل الذين ما زالوا يتقيدون بالمبادئ والأخلاق، لكن قضية "إس إن سي" لطخت مصداقيته كمدافع عن حكم القانون والقيم الليبرالية، فحتى قبل الفضيحة، لم يكن دور كندا في رد الفعل ضد فنزويلا خالياً من أي شائبة، فقد رفض ترودو منح اللجوء لعدد كبير من الفنزويليين، رغم تخطي عدد المهجرين ثلاثة ملايين، وقد يصل إلى خمسة ملايين السنة المقبلة.رغم ذلك، يبقى تراجع دور كندا السريع في مسألة فنزويلا خسارة كبيرة، ومن دون ترودو يصبح الائتلاف الدولي أكثر عرضة لمناورات ضغط البيت الأبيض، منها التهديد بالتدخل العسكري، وقد يؤدي هذا بمرور الوقت إلى تفكك الائتلاف ويساعد مادورو في تصوير نظامه القمعي كضحية لاعتداء خارجي.ومن حسن الحظ ألا داعي أن تنسحب كندا بالكامل، ففريلاند دبلوماسية ماهرة ونجمة بدأت تبرز في الحزب الليبرالي، لذلك تسمح لها مكانتها بالحفاظ على قيادة كندا والمساهمة في منع مادورو من تصنيف الرد الفعل الدولي حملة عقائدية عدائية.* بنجامين جيدان ونيكولاس سالدياس*«ريل كلير ورلد»