أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أن الكويت تسعى، من منطلق مسؤولياتها الدينية والأخلاقية والإنسانية، إلى العمل بكل جهد لمواجهة آثار الكوارث الإنسانية بالعالم، لاسيما التي وقعت في الإقليم العربي. وقال الجارالله، خلال كلمة له صباح أمس، ممثلاً لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، في افتتاح الاجتماع إن الكويت استضافت عددا من مؤتمرات المانحين وشاركت في رئاسة عدد آخر منها وساهمت في تقديم المساعدات الإنسانية السخيّة، التي أطلقت معها الأمم المتحدة على الكويت مركزاً للعمل الإنساني وعلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قائداً للعمل الإنساني، انطلاقاً من عملها في إطار ما تؤمن به من ثوابت راسخة ومبادئ في مجال دعم وتعزيز العمل الإنساني العالمي.
وأشار إلى «أننا نعيش في محيط جغرافي ضمت حدوده صراعات ونزاعات قتلت ودمّرت وشرّدت، فشكّلت بتبعاتها كوارث إنسانية غير مسبوقة في عالمنا المعاصر عملت معها الدول والمنظمات الدولية والإقليمية لتفادي آثارها ولجم تبعاتها ورفع معاناة الإنسان في هذا المحيط».
مواجهة الكوارث
وأشاد الجارالله بالدور الذي تقوم به مؤسسات الهلال والصليب الأحمر، مؤكدا أن «لهذه المؤسسات دوراً بارزاً في مواجهة هذه الكوارث، فلقد اجتهدتم في مواجهتها وعملتم على التخفيف من آثارها فشكّلتم وحكوماتكم خلية عمل ساهمت في إيواء المشردين وإطعام الجائعين وإغاثة المنكوبين، الأمر الذي ساهم في تخفيف وطأة تلك الكوارث الإنسانية، وهو الدور الذي سجل له العالم التقدير والثناء، ومما يدعو إلى الأسى أن لا بارقة أمل تلوح في الأفق لانحسار تلك الأزمات والصراعات، ولا دلالات على لجم تصاعد حدة الكوارث الإنسانية، الأمر الذي يؤكد استمرار التطلع إلى جهودكم الخيّرة ومساعيكم النبيلة».وقال الجارالله إن هذا الاجتماع يحظى بأهمية بالغة، إذ يشكّل فرصة لبحث ما تم إنجازه والتشاور حول تنسيق الجهود للفترة المقبلة.دعم إنساني
من جانبه، عبر رئيس مجلس إدارة جمعــــيـــــة الهــــــلال الأحـــمــــــــر د. هلال الساير عن خالص تعازيه وصادق مواساتنه لأسر وضحايا الانفجارات التي استهدفت كنائس وفنادق ومرافق في العاصمة السريلانكية كولومبو، أمس الأول. وأكد الساير أن الجمعية على أتم الاستعداد لتقديم جميع أوجه الدعم الانساني والاغاثي من خلال التعاون والتنسيق مع شركاء العمل الإنساني للمساعدة في تخفيف معاناة المصابين والجرحى والمتضررين جراء الحادث الإرهابي.وقال إن الكويت تَشعر بالفخر والاعتزاز لما تقدمه من المساعدات الإنسانية والإغاثية للدول التي تتعرض للكوارث أو من صنع الإنسان بتوجيهات سامية من قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الرئيس الفخري للجمعـــية.وأشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي وسط ظروف مأساوية تمر بها المنطقة العربية في ظل أزمات وكوارث إقليمية ودولية تَتطلب تظافر الجهود والتنسيق لمواجهة تداعياتها الإنسانية لتخفيف العبء على الضحايا والمنكوبين.وأكد أهمية التعاون بين الجمعيات والهيئات التي تُعنى بالعمل الإنساني بما يخدم الشعوب العربية، لاسيما في الوضع الراهن وما تمر به المنطقة من نزاعات أسفرت عن أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين. ودعا إلى مضاعفة الجهود لتخفيف حدة تلك الكوارث الإنسانية التي يمر بها عدد من الدول العربية، نتيجة النزاعات، من خلال التنسيق والتشاور في نطاق المنظمة، مع مكونات الحركة الدولية. تحديات كبيرة أمام العمل الإنساني
أكد الساير أن ما تقدمه المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في دعم العمل الإغاثي والإنساني يأتي إدراكاً لمقومات ذلك العمل، وقيامها بدورها ضمن المنظمات الإنسانية التي حملت على عاتقها خدمة المتضررين جراء الكوارث الطبيعية أو مــن صنع الإنسان. وذكر أن أمام العمل الإنساني تحديات كبيرة تفرض عليه أن يكون أكثر سرعة، ليس فقط لمواجهة الكوارث، ولكن للحد من وقوعها، وذلك باتخاذ إجراءات تَحد منها وتُقلل من آثارها.