في ظل الحديث المتكرر عن «صيف ساخن» مقبل، ارتفعت حدة التوتر في المنطقة، بعد تصعيد أميركي جديد ضد إيران، يستكمل ما وصفته واشنطن بـ «أقوى عقوبات في التاريخ»، من خلال إنهاء الإعفاءات التي سمحت إدارة الرئيس دونالد ترامب بموجبها لثماني دول بالاستمرار في شراء النفط الإيراني. وذكر البيت الأبيض، في بيان أمس، أن الدول الـ 8، وهي الصين والهند وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا واليابان وإيطاليا واليونان، ستواجه عقوبات أميركية اعتباراً من مطلع مايو المقبل إذا استمرت في شراء النفط من طهران.
وأضاف أن «الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، وهي ثلاثة من أكبر منتجي الطاقة في العالم، إلى جانب أصدقائنا وحلفائنا، ملتزمة بضمان أن تظل أسواق النفط العالمية تتلقى إمدادات كافية».وأوضح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مؤتمر عقده بعد إعلان البيت الأبيض إنهاء الإعفاءات التي مُنحت في نوفمبر الماضي، أن بلاده ستعمل من أجل الوصول بصادرات طهران النفطية إلى صفر؛ بهدف «حرمان النظام الإيراني الخارج عن القانون من عائدات الخام التي يستغلها في دعم الإرهاب».وأكد بومبيو عدم وجود أي فترة سماح جديدة بحلول أول مايو المقبل، مشيراً إلى أن عدم تجديد الإعفاء يحرم إيران من 10 مليارات دولار على الأقل.وتعهّد بفرض المزيد من العقوبات الشديدة لإرغام طهران على تغيير سلوكها، مُجدداً التذكير بالمطالب الـ 12 التي يجب أن تلتزم بها إيران للوصول إلى اتفاق جديد يغطي البرنامج النووي، وكذلك البالستي، وأنشطتها في المنطقة. وشدد على أن بلاده لا تدعم أي جماعة إيرانية، ولا تتحدث عن أي تغيير للنظام في طهران، ولا تعد لضربة عسكرية، لكنها سترد على أي استهداف لأميركيين.وعلق بومبيو على تعيين اللواء حسن سلامي قائداً لقوات «الحرس الثوري»، التي صنفتها واشنطن إرهابية أخيراً، بأنه متشدد «لا يختلف عن المسؤولين الإيرانيين».من جانبه، وتعليقاً على القرار الأميركي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن بلاده لم تُعِر أي قيمة ومصداقية للإعفاء، وستجري مشاورات داخلية وخارجية لبحث التداعيات السلبية لتلك الخطوة، في حين أشار مصدر بوزارة النفط الإيرانية لـ «الجريدة»، إلى أن إيران ستواصل العمل على تصدير النفط بشكل غير رسمي عبر تعبئة السفن في عرض المحيطات، مضيفاً أن طهران تتوقع أن تستغل الصين والهند وتركيا القرار الأميركي الجديد لشراء البترول الإيراني بسعر بخس.وتابع المصدر أن اليابان وكوريا الجنوبية ستلتزمان بالقرار بالكامل، بينما إيطاليا واليونان وتايوان امتنعت، منذ أشهر، عن شراء الخام الإيراني، أما العراق وأفغانستان فمجبران على الاستمرار في شرائه.من جهته، كرر قائد البحرية التابعة لـ «الحرس الثوري» الجنرال علي رضا تنكسيري تهديد قادة بلاده بإغلاق مضيق هرمز.وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن أي تحرك إيراني لإغلاق المضيق غير مقبول. وفي موازاة ذلك، أكد مصدر في «الحرس» لـ «الجريدة»، أن الجنرال سلامي لا يزال عند قناعته بضرورة الرد على القرار الأميركي بطريقة هجومية في سورية أو في لبنان، مضيفاً أن القائد الجديد للحرس لديه تصور كامل لمواجهة الأميركيين والإسرائيليين في المنطقة.وفي حين قفزت أسعار الخام الأسود بالأسواق العالمية لأعلى مستوى منذ 6 أشهر ووصل «برنت» إلى 74.31 دولارا للبرميل، جددت الرياض تأكيدها على مواصلة سياستها التي تسعى من خلالها إلى تحقيق الاستقرار بالأسواق.وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن «المملكة ستقوم بالتنسيق مع منتجي النفط الآخرين والدول الرئيسية المستهلكة، في الأسابيع القليلة المقبلة، للتأكد من توفر إمدادات كافية من النفط للمستهلكين، والعمل على عدم خروج أسواق النفط العالمية عن حالة التوازن لتحقيق مصالح الجميع».
أخبار الأولى
واشنطن تخنق طهران
23-04-2019