دعت أكاديمية لوياك للفنون الأدائية "لابا" مجموعة من الصحافيين والنقاد لحضور العرض الخاص لفيلم "كفر ناحوم" في سينما مجمع 360، وأيضاً أقيم على هامش الفيلم مؤتمر صحافي بحضور مخرجة الفيلم اللبنانية نادين لبكي.وتطرق الفيلم" كفر ناحوم" إلى أزمة اللاجئين في الدرجة الأولى، وحاول الفيلم من خلال طرحه أيضاً تناول المشكلات المجتمعية والسياسية التي تشغل العالم مثل الهجرة، والفقر، وزواج القاصرات، وتجارة الخادمات، والمخدرات، وحقوق الأطفال.
واختارت لبكي "زين" كما هو اسمه بالواقع، وهو صبي لاجئ سوري حقيقي نقل معاناته الحقيقية أمام الكاميرا مما يشير إلى حرفية مخرجة العمل التي استعانت بأناس بسطاء بعيدين أشد البعد عن عالم السينما والأوساط الفنية. وتدور أحداث الفيلم حول قصة الصبي زين الذي يحرك دعوى قضائية ضد والديه لأنهما أنجباه بعد مروره بسلسلة من الصعاب في حياته بدءاً من فراره من منزله بعد تزويج شقيقته القاصرة، وعيشه مع مهاجرة إثيوبية وطفلها الصغير وبحثه المتواصل عن قوت يومه بأي وسيلة.وبعد عرض الفيلم أقيم مؤتمر صحافي مع المخرجة لبكي التي قالت إن الفيلم يظهر أجواء العنف التي يعايشها الأطفال في تلك المنطقة من خلال طريقة حديثهم وتعاملهم مع الناس. وأوضحت لبكي بأن الفيلم لا يرصد فقط بعض الأجواء الموجودة في المجتمع اللبناني، بل يرصد أيضاً أحزمة البؤس التي تحيط بالكثير من المدن، ويحكي تفاصيل حياتنا في أي مكان في العالم، مشيرة أن تلك الحقائق موجودة للأسف. وعن سبب استعانتها بمثلين هواة أجابت أن ممثلي الفيلم واقعيون وتلك هي حياتهم فهم من نفس البيئة، ويعيشون نفس المأساة والمعاناة والواقع المرير.وأشارت إلى أن الهدف ليس فقط إنتاج فيلم بالدرجة الأولى، بل الهدف "أننا نريد أن يكون الفيلم بمنزلة وسيط كي يعبر الناس عن حالتهم"، لافتة إلى أن الهدف الأساسي من الفيلم ألا يكون هدفه ترفيهياً بل مرتكز على واقع مرير مثلما يبين ذلك وهناك أحداث في الواقع أمر من قصة الفيلم. وأوضحت لبكي أن الفيلم عرض نموذجين من الأمهات، وبيّن أهمية الحب في نمو أي طفل، وقد بني الفيلم على أبحاث دقيقة لمدة ثلاث سنوات، وأخذ ستة أشهر من التصوير، و500 ساعة فوتيج، لافتة إلى أن هناك احتمالية أن تكون هنالك نسخة أطول للفيلم لكن الموضوع قيد التفكير، مبينة أن واجبها كمخرجة هو أنها تظهر الحقيقة للمشاهدين.
زين في النرويج
وعند سؤالها عن بطل الفيلم "زين" ووضعه الآن، قالت لبكي " زين" الآن في النرويج مع عائلته، وصار عنده بيت جميل جداً، وأصبح يذهب إلى المدرسة وأيضا أطفال الفيلم أصبحوا يدرسون. من ناحية أخرى قالت لبكي إن الهدف من الفيلم ليس مساعدة زين فقط، ولكن تغير الواقع الملموس إلى أفضل. أما نوع المشاهد الذي يهم لبكي كما قالت "الإنسان في المطلق إن كان غربياً أو عربياً".وأشارت لبكي إلى أن الفيلم رصد حالات مختلفة لمعاناة الأطفال ومنها الأطفال المهمشون، والمهملون، والأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة، والأطفال الذين يعملون ويحملون أشياء ثقيلة أكبر من طاقتهم الجسمانية، وعلقت قائلة: "هذا الموضوع يجب ألا نسكت عنه، ويجب أن يثار، ونحاول أن نغيره، فنحدث صدمة في المجتمع ونقوم بتوعيته إلى هذه القضايا والمشاكل". وأشارت إلى أنها قررت كمخرجة أن تعبر عن رفضها لتلك الأوضاع السلبية من خلال إنتاج هذا الفيلم سينمائياً. وعن عنوان الفيلم "كفر ناحوم" أفادت بأنه أصبح كمصطلح يستخدم في الأدبين الفرنسي والإنكليزي وحتى الأدب العربي، مشيرة إلى أنه يعنى الخراب والجحيم.الجدير بالذكر أن الفيلم دخل القائمة النهائية لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي هذا العام، وفاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي الدولي، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان النرويج السينمائي الدولي، واختير للمنافسة ضمن قائمة أفضل فيلم ناطق باللغة الإنكليزية في قائمة ترشيحات جوائز الغولدن غلوب 2018 وأيضاً شارك الفيلم في العديد من المهرجانات العالمية. ولبكي واحدة من أبرز المخرجات العربيات اللواتي حلقن في فضاءات السينما العالمية عبر مسيرة سينمائية عامرة بالإنجازات والبصمات.