رحل بسيرة عطرة
المرحوم عبدالله الشرهان كان إنساناً رقيقاً وحساساً يحترم نفسه، ويحترم كل الناس، وقد بادله الناس حباً بحب، واحترموه لذاته ولإخلاصه ولدوره في أعماله النبيلة.
رحل في الأمس إنسان محترم، إنسان مكافح مبادر مجتهد وكريم الأخلاق، عبدالله عبدالمحسن الشرهان، رجل صنع مجده وشق طريقه وأدار حياته بنفسه، شغل مناصب رسمية كان آخرها وزيرا في حكومة الكويت، ولم يجلس في بيته يأكل من معاش تقاعد الوزراء ويرتاح، إنما اختار الطريق الأصعب، وأسّس العديد من الأعمال كلها تصب في تعليم وتدريب الأجيال القادمة. وفتح الباب لعائلته لتعلم الإدارة والمساهمة في نشر العلم، فكان مشروع مركز تقويم وتعليم الطفل المتخصص في مساعدة الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم، ثم مشروعه الكبير كلية الكويت الأسترالية التي أصبحت معلماً من معالم التعليم والتدريب التطبيقي والجامعي، بالإضافة إلى عدد من المبادرات الخاصة.
كان يقول إن التعليم السليم هو أساس تقدم الشعوب، وكان حريصاً على عملية التطوير لكل المؤسسات التي أنشأها وأدارها، ولعل نظرة لما كانت عليه الكلية الأسترالية ومركز تقويم الطفل وما وصلا إليه دليلٌ على حب أبي صقر واهتمامه بالتعليم وخدمة وطنه. المرحوم بإذن الله عبدالله الشرهان كان إنساناً رقيقاً وحساساً يحترم نفسه، ويحترم كل الناس، وقد بادله الناس حباً بحب، واحترموه لذاته ولإخلاصه ولدوره في أعماله النبيلة. لقد فقدت فيه أخاً عزيزاً ونموذجاً للإنسان كما يجب أن يكون الإنسان، فألف رحمة لروحه الطاهرة.