مواقف الرئيس الأوكراني المنتخب زيلينسكي من روسيا
سيتسلم فلاديمير زيلينسكي مهامه كرئيس أوكرانيا الجديد بعد نحو شهر في حين لا تزال أسئلة كثيرة عن مواقفه السياسية الحقيقية من جارته روسيا من دون جواب.اتهم النقاد زيلينسكي، وهو أوكراني يتكلم الروسية ويفتقر إلى الخبرة السياسية، بتبنيه موقفاً أقل تشدداً من الاعتداءات الروسية، بما فيها ضم القرم عام 2014 ودعم موسكو الانفصاليين في شرق أوكرانيا.كذلك اتُّهم هذا السياسي بقبوله التمويل من الكرملين وبكونه الخيار الأمثل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي خاض علاقة متعثرة مع الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته بيترو بوروشينكو.
تأملنا مقابلات زيلينسكي وتصريحاته العامة كي نستشف مواقف الرئيس الأوكراني المقبل الفعلية من روسيا.مواقف زيلينسكي من روسيا قبل بداية السباق إلى الرئاسة:- بعيد ضم روسيا القرم في مارس 2014، يُقال إن زيلينسكي لم يمانع القيام بجولة في شبه جزيرة البحر الأسود مع فرقته الفكاهية، إلا أنه رفض قضاء عطلة هناك "ما دام المسلحون منتشرين هناك".- في مارس 2014، قال: "أرغب حقاً في مخاطبة الرئيس بوتين. عزيزي فلاديمير فلاديميروفيتش، لا تسمح بحدوث أي صراع عسكري لأن روسيا وأوكرانيا أمتان تجمعهما علاقة أخوية... إذا أردت، أرجوك وأنا على ركبتيّ، ولكن من فضلك لا ترغم شعبنا على الركوع على ركبتيه".- في أغسطس 2014، تسبب هذا السياسي بفتح تحقيق روسي بعدما قدّم عروضاً للجنود الأوكرانيين على الجبهة في شرق أوكرانيا وتبرع بمليون هريفنا (37200 دولار) لقضيتهم.- أثناء جولته على الجبهة، اتهمته وسائل الإعلام الروسية بالإدلاء بتصريحات محرّضة، وذكر أن زملاءه الروس تعرضوا لغسل دماغ وشكر الجنود الأوكرانيين "لدفاعهم عنا من كل أنواع الحثالة".وعود الحملة بشأن روسيا والسياسة الخارجية:- وعد زيلينسكي بإعادة 24 بحاراً أوكرانياً تحتجزهم روسيا بعدما اعتقلتهم في حادث بحري قرب القرم في مطلع هذه السنة، وأكّد أن تحرير البحارة سيشكّل "مهمته الأولى". - صرّح الرئيس المنتخب أن "المحادثات بين أوكرانيا وروسيا لا مفر منها" لأن ثمة "حرباً فعلية" بين البلدين. كذلك ذكر: "لن نسمح بأي تسوية بشأن سيادة أوكرانيا واستقلالها. لا نبيع شعبنا ولا نبيع أراضينا".- أعلن دعمه للتوصل إلى مصادر بديلة لاستيراد النفط من بلد غير روسيا بعدما فرضت موسكو حظراً على الصادرات إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي.- تعهد زيلينسكي بإجراء استفتاء بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.مواقفه بشأن القرم والدونباس:- أعلن أنه يخطط "لحرب معلومات قوية" بغية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الدونباس. تشمل هذه الخطة إطلاق قنوات بث باللغة الروسية موالية لأوكرانيا في تلك المنطقة وحول العالم.- رفض زيلينسكي منح وضع خاص للمناطق المنفصلة في دونيتسك ولوغانسك، حيث أيّدت الأجزاء التابعة لكييف بقوة زيلينسكي خلال الجولة الثانية يوم الأحد. ذكر أن "لا جدوى" من التفاوض مباشرة مع الثوار المدعومين من موسكو، وأيد فكرة نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في المنطقة.- ذكر أن عودة القرم إلى سيطرة أوكرانيا لن تكون ممكنة إلا مع قيادة جديدة في روسيا. أما "الاستفتاء المزعوم، فلا يُعتبر عملاً يتوافق مع إرادة أهل القرم الحرة".هل يملك زيلينسكي مصالح مالية في روسيا؟- ظهرت على موقع إلكتروني تابع لمجموعة قرصنة أوكرانية قبل جولة الانتخابات الثانية في مطلع هذا الشهر ادعاءات عن أن حملة زيلينسكي تلقت التمويل من مساعد الكرملين القديم فلاديسلاف سوركوف والثري الروسي قسطنطين مالوفيف، كذلك أشار جهاز الأمن الأوكراني الأسبوع الماضي إلى أنه يحقق في هذه المعلومات ضمن إطار قضية جنائية.- عندما جوبه باتهامات عن أنه زار روسيا في مستهل الحرب في شرق أوكرانيا في شهر أبريل 2014، أقر زيلينسكي بأنه كان يعمل على مشروع فيلم روسي أنهاه في مطلع يونيو من تلك السنة. ومنذ ذلك الحين رفض مراراً السفر إلى روسيا للمشاركة في المهرجانات وعروض فيلمه الأولى.- تعرضت شركة زيلينسكي للإنتاج "كفارتال 95" لخسارة بنسبة 30% بعد قطعها كل الروابط وتخليها عن السوق الروسية المربحة عقب ضم القرم.- أنكر المرشح الرئاسي آنذاك كل التقارير في يناير 2019 عن أنه ما زال يملك ثلاث شركات إنتاج تلفزيوني وسينمائي روسية ناشطة من خلال خطة في الخارج. وأكّد زيلينسكي أنه تخلى عن حصته في إحدى هذه الشركات بعد أسبوع.