إيران تستعد للأصعب وخامنئي يتعهد برد على واشنطن
• روحاني: نفاوض أميركا إذا اعتذرت
• سلامي: لن تبقى لـ«العدو» منطقة آمنة
تعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بعدم مرور تشديد الولايات المتحدة عقوباتها على بلاده دون رد، مؤكداً قدرة طهران على الاستمرار في بيع نفطها، رغم الحظر الأميركي، في حين يتأهب الشارع الإيراني إلى صيف صعب في ظل توقعات بانخفاض عائدات تصدير الطاقة.
في وقت يستعد الإيرانيون لأيام أقسى بعد إعلان الولايات المتحدة تشديد عقوباتها على طهران في مجال النفط، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بعدم مرور الخطوة الأميركية دون رد.وقال خامنئي بالإنكليزية، عبر «تويتر» أمس: «على أميركا أن تعلم أن إجراءها العدواني لن يبقى من دون رد. لن تبقى الأمة الإيرانية مكتوفة اليدين في مواجهة الحقد»، مضيفا: «لن تحقق جهود أميركا لمنع بيع النفط الإيراني شيئاً. يمكننا تصدير النفط قدر احتياجانا ورغباتنا».وتابع: «لن تتحقق رغباتهم إذا اعتقدوا أنهم أوقفوا بيع النفط الايراني»، معربا عن ثقته في أن «أمتنا القوية ومسؤولينا اليقظين سيخترقون الحظر إذا بذلوا جهدا كبيرا».
وذكر أن «الأعداء اتخذوا من دون طائل إجراءات متكررة ضد أمتنا وثورتنا والجمهورية الإسلامية التي تدعم العدالة في العالم أجمع».وفي تغريدة أخرى قال خامنئي: «بالنسبة إلى القضايا الاقتصادية، يقولون إنهم سيقومون بتركيع الأمة الايرانية، لكن عليهم أن يعلموا أن الإيرانيين لن يستسلموا».
شرط للتفاوض
ووسط توقعات باختناق الاقتصاد الإيراني المتعثر جراء الخطوة الأميركية التي أنهت إعفاءات 8 دول كانت تشتري النفط الإيراني من العقوبات، صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني بالقول إن «طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن فقط عندما ترفع الضغط وتعتذر». وقال روحاني: «كنا دائما رجال تفاوض ودبلوماسية كما كنا رجال حرب ودفاع. المفاوضات ممكنة فقط عند رفع الضغط والاعتذار عن تصرفاتهم غير القانونية ووجود احترام متبادل».ونقل التلفزيون الرسمي عن الرئيس الإيراني قوله، أمس، إن السعودية والإمارات تدينان بوجودهما اليوم لإيران، لأنها رفضت مساعدة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في غزو البلدين.ورأى روحاني أنه «لولا قرار إيران المتعقل آنذاك بعدم التعاون مع صدام، لما بقي أثر لهذين البلدين اليوم».في هذه الأثناء، وفي أول خطاب له بعد تعيينه في منصبه، أكّد القائد الجديد لـ«الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي، أنّ على إيران توسعة نطاق نفوذها «من المنطقة إلى العالم، لئلّا تبقى أي نقطة آمنة للعدو حول العالم». وأشاد سلامي في كلمة له، خلال مراسم تسلم وتسليم بينه وبين القائد السابق محمد علي جعفري، بـ»فيلق القدس»، المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الإيراني، وبـ»قائده الشجاع الباسل قاسم سليماني»، قائلاً إن «فيلق القدس عبر الكثير من الجبال والسهول، لينهي هيمنة الولايات المتحدة في شرق المتوسط، ووصل إلى البحر الأحمر وحوّل البلاد الإسلامية إلى أرض للجهاد».وقال سلامي إنّ «حدودنا تمّ تأمينها ببطولات القوة البرية، حيث تسلّق مقاتلوها الصخور العظيمة وأقاموا الحصون المنيعة على الحدود»، وأثنى على «القوة الجوفضائية التابعة للحرس، وبخاصّة إنجازها المدن الصاروخية تحت الأرض وإطلاقها الصواريخ على أعداء الإسلام، وكذلك القوة البحرية التي قطعت أيدي المعتدين الأميركيين».من ناحيته، دعا جعفري في كلمته الوداعية «الحرس الثوري» إلى «تهيئة الظروف ليؤدي الشعب دوره في الحرب الناعمة«، مشدداً على أن «الشعب يؤدي دوراً مصيرياً في احتواء الأزمات».أوقات عصيبة
وتأتي تصريحات قادة طهران في حين يتأهب الإيرانيون لأقوات عصيبة وأشد ضيقا، بعدما دفعوا ثمن العقوبات الاقتصادية الأميركية المتدحرجة التي بدأت في أغسطس الماضي، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، ويتوقع أن تصل إلى ذروتها بحلول الأول من مايو المقبل، مع سعي واشنطن لتصفير صادرت الجمهورية الإسلامية من الطاقة.وفي حال تراجعت عائدت النفط فإن الريال سيخسر المزيد بعدما تراجع إلى مستويات قياسية أمام الدولار العام الماضي، وهو ما يهدد بانهيار العديد من المشروعات الصغيرة.وترافق تراجع الريال الإيراني في سوق العملات مع ارتفاع كبير في الأسعار. وبلغ المعدل الرسمي للتضخم 51.4 في المئة على مدى عام.ويرى العديد من الخبراء أن قطاعي الإنتاج والتجارة في إيران يواجهان صعوبات مزمنة تعود إلى ما قبل إعادة فرض العقوبات، لكن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تساهم إلى حدّ بعيد في تفاقم الأزمة الاقتصادية.وتواجه ايران انكماشا منذ 2018. وأفاد صندوق النقد الدولي أن إجمالي الناتج المحلي للبلاد تراجع بنسبة 3.9 في المئة العام الفائت، متوقعاً تراجعه بنسبة ستة في المئة العام الحالي.