يا سمو الرئيس... ماذا ستفعل بعد الاستجواب؟
كتب بمحضر اجتماع رقم 3 لسنة 2019 للجنة القسائم الزراعية، التابعة لهيئة الزراعة "... أنه في يوم الأربعاء الموافق 16 /1/ 2019 في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف ظهراً عقدت لجنة القسائم الزراعية اجتماعها الثالث لسنة 2019، وذلك برئاسة وبحضور السيد رئيس الهيئة وبحضور كل من....". وقفوا قليلاً، في هذا التاريخ تحديداً، رئيس الهيئة الشيخ محمد يوسف الصباح لم يكن موجوداً في الكويت، لكن أعضاء اللجنة وبمباركة الوزير الجبري، افترضوا وجوده، وغيروا من الحقيقة في محضر اجتماع رسمي، لن نقول ما إذا كان هذا يعد تزويراً في محرر رسمي أم لا، لكن على عينك يا تاجر تم التلاعب بالحقيقة لتحقيق منفعة خاصة فاسدة، فقد تم الاجتماع المذكور والمخالف للحقيقة، ووزعت فيه خمس قسائم زراعية لجماعتهم من الذين أمورهم سالكة عند الوزير الجبري وحكومته المغمضة العين على تشوهات الفساد، وتمت أيضاً الموافقة على توسعة قسائم لطلبات أخرى.ماذا تقول يا سعادة الوزير، فالاجتماع كان بطلب منك، وكنت تدرك أن توزيع تلك القسائم على جماعة "إن حبتك عيني" لم يكن يسمح به مع وجود رئيس هيئة الزراعة الذي تجاوزته الآن، ومن قبل سحبت الكثير من صلاحياته... فماذا ستقول للمستجوبين؟ هل ستقول لهم إنك كنت تؤدي واجبك على الطريقة الحكومية الفاسدة، أي إنك كنت تسلم هدية من هدايا السلطة (الحكومة الحايصة اللايصة) التي هي عبارة عن قسائم زراعية بحكم العادة المتأصلة في هذا النظام...؟ ماذا فعلت معاليك بالنسبة لفضائح رهيبة في تجاوزات توزيع وتوسعة في الوفرة وفي كل بقعة "هباب" في ديرة "بوق ولا تخاف"؟ كم معاملة توزيع قسائم وتوسعة غير جائزة سكت عنها نواب ووزراء وجماعات عديدة انتهازية محسوبة على الصف السلطوي "مشيت" لهم أمورهم بتوقيعك غير المبارك، ماذا ستقول لنا جنابك؟!
من الخطأ والمحزن أن يتعاطف البعض مع وزير ارتكب أبشع المذابح الفكرية في معارض الكتاب وفي "هولوكوست" منع كتب لرموز عالمية للأدب والفكر في التراث الإنساني... هذا التعاطف النابع من تصور أنه استجواب أبناء الحضر لأبناء القبائل، مثل هذا التصور الأعوج خطير ويدق إسفيناً بين أبناء الوطن، فهو يضفي حصانة لواقع فاسد بمثل تلك الحجج الخاوية، الفساد الآن معمم، شامل، لا يعرف ابن قبيلة أو ابن عائلة، وغير ذلك من توصيفات محزنة، جرائم استغلال المنصب والاعتداء على الأملاك العامة لا تخص فلاناً وعلاناً ولا صغيراً ولا كبيراً، هي تكاد تصبح ظاهرة عامة، وأصبحت اللامبالاة في الوعي العام لتكرارها، وعدم اكتراث السلطة الحاكمة نحوها، ومحاسبة أبطالها، الكارثة الحقيقية التي تهدد هذه الدولة.نكاد نعرف مسبقاً بنتيجة هذا الاستجواب ونهايته المعروفة مع جماعات كثيرة "ما قصر" معهم هذا الوزير أو أي وزير آخر. لكن السؤال هنا لسمو رئيس الحكومة: أمامك هذه الحقائق والتي نتصور أنك تعلم بها مسبقاً، ماذا ستفعل، بعد ذلك؟!